غزة تحت وطأة الموت…!

أمد/ مفاوضات عبثية تجري ودماء على طاولة التفاوض تنزف ..!
منذ عدة شهور، تدور “مفاوضات” بين حماس وإسرائيل بوساطة دولية تبدو أكثر عبثية كلما طالت.
في المشهد، آلاف الشهداء والجرحى، مجاعة تستفحل في غزة، وبنية تحتية مدمّرة بالكامل، فيما المفاوضات تتحول إلى مسرحية تراجيدية لا أحد فيها بريئًا.
ما يجري ليس حوارًا لإنهاء مأساة، بل إدارة منظمة لها.
حماس تؤكد أنها لم ترفض المقترح الأمريكي للتهدئة، بل طلبت “تعديلات تضمن وقفًا تامًا للحرب” حسب خليل الحية (5 يونيو 2025). لكنها تشترط انسحاب الاحتلال وضمانات سياسية.
نتنياهو من جهته يقول إنه “حدث تقدم كبير في مفاوضات إطلاق الرهائن”، لكنه يشدد على أن الحرب “ستستمر حتى تفكيك بنية حماس العسكرية”.
أما الوسطاء، من واشنطن إلى الدوحة، فيكتفون بإدارة الأزمة بدل حلّها، دون موقف واضح من استمرار القصف والمجاعة.
فيما تنهار غزة إنسانيًا، ينشغل الوسطاء بتقديم مقترحات مؤقتة.
المبادرة الأمريكية الأخيرة تنص على هدنة من ثلاث مراحل، تبدأ بإطلاق رهائن ومساعدات إنسانية، دون إنهاء واضح للعدوان. حماس ترد بتعديلات. إسرائيل تتريث. والدم مستمر في الجريان.
الوساطة الدولية اليوم تبدو أقرب إلى “تنظيم إيقاع الكارثة” بدلًا من وقفها.
فلا حديث جاد عن رفع الحصار، ولا ضمانات دولية لإعادة الإعمار أو حماية المدنيين.
فقط إدارة موت معلّق.
من يدفع الثمن ……؟
الإنسان الفلسطيني هو الضحية الوحيدة لهذا العبث.
أكثر من 55,000 شهيد ومئة وخمسين ألف جريح، بحسب إحصاءات رسمية حتى يونيو 2025.
أكثر من 90% من سكان القطاع نازحون.
مجاعة تضرب شمال وجنوب القطاع، وانهيار تام للنظام الصحي والبنى التحتية.
وفي المقابل، لا يلوح في الأفق اتفاق، ولا وقف لإطلاق النار، ولا حتى هدنة تُحترم.
إلى الأطراف كافة نقول كفى عبثا بأرواح الأبرياء من شعبنا الفلسطيني:
إلى حماس: لا شرعية لمقاومة تُفرّغ من مضمونها الإنساني.
الاستشهاد لا يجب أن يُحوّل إلى ورقة تفاوض.
إلى نتنياهو نقول: لا أمن يبنى على الركام والجوع. استمرار الحرب لا يصنع نصرًا بل يزيد فشلًا أخلاقيًا واستراتيجيًا.
إلى الوسطاء: ما قيمة الوساطة إن كانت تُدير الكارثة ولا تنهيها؟
الصمت الدولي على المجاعة والإبادة مشاركة فعلية في الجريمة.
خلاصة القول: هل نحن أمام اتفاق أم أمام جريمة مستمرة….
الواقع الآن أن كل طرف يتلاعب بالزمن، على أمل انتزاع مكاسب من تحت ركام غزة.
لكن ما يُنتزع من تحت الأنقاض لا يُبنى عليه مستقبل.
المطلوب ليس مقايضات سياسية ولا تسويات سطحية، بل إرادة لوقف شامل للعدوان، رفع كامل للحصار، وضمانات دولية لإعادة الإعمار.
ما دون ذلك هو استمرار للجريمة، وسقوط جماعي للقيم، ليس فقط عند أطراف الحرب، بل عند العالم كله.