قطع خدمة الإنترنت عن غزة.. والجيش الإسرائيلي يستمر في ارتكاب “مجازر المساعدات” ويصدر أوامر إخلاء في خان يونس.

أمد/ غزة: يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ614 على التوالي، عدوانها العسكري على قطاع غزة، في إطار ما تصفه منظمات حقوقية بحرب إبادة ترتكب خلالها مجازر مروعة وجرائم حرب بحق المدنيين والنازحين في مختلف أنحاء القطاع المحاصر.
ويأتي هذا وسط انقطاع كامل لخدمات الإنترنت والاتصالات لليوم الثالث على التوالي في مدينة غزة وشمال القطاع، في ظل منع الجيش الإسرائيلي لفرق الصيانة التابعة لشركة الاتصالات من الوصول إلى المواقع المتضررة لإجراء الإصلاحات، ما يزيد من عزلة السكان ويعرقل جهود الإغاثة.
وفي اليوم الـ87 منذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، أفادت مصادر طبية في مستشفى العودة بمخيم النصيرات باستشهاد العشرات وإصابة أكثر من 200 شخص، نتيجة إطلاق القوات الإسرائيلية النار على تجمع من المدنيين الذين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية قرب محور “نتساريم” وسط القطاع.
كما تكررت الحادثة في مدينة رفح جنوب القطاع، حيث فتحت القوات الإسرائيلية النار على طالبي المساعدات قرب أحد مراكز التوزيع، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى نقلوا إلى مستشفى ناصر بخانيونس ومستشفيات ميدانية أخرى في منطقة المواصي.
وارتفع عدد شهداء “لقمة العيش”، وهم الضحايا الذين استهدفوا أثناء انتظار المساعدات الإنسانية، إلى 245 شهيدًا، وأكثر من 2,152 إصابة، وذلك بعد وصول 21 شهيدًا وأكثر من 294 مصابًا منذ صباح اليوم إلى مستشفيات القطاع من المناطق المحاذية لنقاط توزيع المساعدات.
ارتفاع حصيلة الضحايا
أعلنت مصادر طبية، يوم الخميس، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 55,207، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 127,821، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى أن عدد الشهداء الذين وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية، بلغ 103 شهداء، والإصابات 427، فيما أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار بلغت 4,924 شهيد، و15,780 إصابة.
ولفتت المصادر إلى أن إجمالي شهداء المساعدات ممن وصلوا إلى المستشفيات من المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات بلغ 245 شهيدا وأكثر من 2,152 إصابة، بينهم 21 شهيدا ارتقوا اليوم، فيما أصيب 245 مواطنا.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد 11 مواطنا، وأصيب العشرات بجروح، إثر قصف شنته طائرات الاحتلال الإسرائيلي، على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ومخيم المغازي وسطه.
وأكدت مصادر طبية، استشهاد 5 مواطنين، وإصابة آخرين، جراء قصف الاحتلال منطقة بطن السمين في خان يونس.
وأفادت بارتقاء 6 شهداء، وإصابة العشرات بجروح، جراء استهداف طائرات الاحتلال المسيرة تجمعا للمواطنين بمخيم المغازي بمدينة دير البلح، نقلوا جميعا إلى مستشفى شهداء الأقصى.
ونفذ جيش الاحتلال عمليات نسف لمنازل المواطنين بالتزامن مع قصف مدفعي على لشرق خان يونس، فيما قصفت المدفعية الإسرائيلية مناطق واسعة في جباليا البلد شمال القطاع.
استشهد 8 مواطنين، وجرح آخرون، يوم الخميس، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، في محيط مراكز المساعدات برفح جنوب قطاع غزة.
وأفاد مسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني، باستشهاد 8 مواطنين برصاص الاحتلال وهم: يحيى إبراهيم محمد الحبيبي، وصالح أشرف حمدان أبو طعيمة، ومحمد مروان سالم محارب، ومؤيد عماد الدين صلاح السرسك، ومحمد أنور حمد النحال، ومحمد ناهض علي دبابش، ومحمد صالح مرزوق المدني، ورجب صبري رجب أبو سلطان.
استشهد 7 مواطنين، وجرح آخرون، في قصف شنه الاحتلال الإسرائيلي، يوم الخميس، على مناطق في قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 3 مواطنين، وإصابة آخرين، في غارات إسرائيلية استهدفت شارع غزة القديم في جباليا البلد شمال القطاع، حيث نقلوا جميعا إلى مجمع الشفاء الطبي.
كما استشهد 4 مواطنين، وجرح آخرون، إثر استهداف الاحتلال تجمعا في منطقة أبراج المقوسي غرب مدينة غزة.
كما قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلا يعود لعائلة البرش في شارع غزة القديم في جباليا البلد شمال قطاع غزّة.
استشهد 8 مواطنين ظهر يوم الخميس، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي مدينة غزة ومخيم جباليا ومدينة خان يونس.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 4 مواطنين وإصابة آخرين بجروح، إثر قصف الاحتلال منطقة أبراج المقوسي شمال غربي مدينة غزة.
وأضافت المصادر، أن مواطنين استشهدا إثر قصف الاحتلال منطقة بئر النعجة غرب مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
كما استشهد مواطنين آخرين جراء قصف الاحتلال منطقة بطن السمين جنوب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
استشهد 5 مواطنين وأصيب آخرون، يوم الخميس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز مساعدات في منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة.
وكان 13 مواطنا استشهدوا، وأصيب نحو 200 آخرين بنيران الاحتلال صباح اليوم، عند مركز توزيع المساعدات في محيط حاجز “نتساريم” وسط قطاع غزة.
يشار إلى أن قوات الاحتلال استهدفت على مدار الأيام الماضية نقاط توزيع مساعدات، سواء في رفح أو وسط القطاع، ما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء، ووقوع إصابات، في خطوة تأتي -حسب تأكيدات أممية- لتهجير السكان قسرا، ضمن ما يبدو أنه إستراتيجية للتطهير العرقي.
وخلال ساعات نهار الأربعاء، استشهد 57 مواطنا وأصاب 363 آخرين، في إطلاق نار أثناء انتظارهم المساعدات ضمن ما يعرف بـ”آلية المساعدات الأمريكية الإسرائيلية”.
وأشارت مصادر طبية، إلى أن إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات من المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات بلغ 224 شهيدا وأكثر من ألف و858 إصابة”، وذلك منذ 27 مايو/ أيار الماضي
وبهذا تحولت مراكز توزيع المساعدات الخاصة بـ”مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية”، الإسرائيلية الأميركية المرفوضة أمميا، إلى مصايد للقتل الجماعي، فضلا عن تعمد امتهان كرامة المواطنين، وإجبارهم على النزوح وسط ظروف إنسانية كارثية.
استُشهد 5 مواطنين بينهم أطفال، فجر يوم الخميس، إثر قصف الاحتلال الإسرائيلي بلدة عبسان الكبيرة ومنطقة المواصي شرق وغرب خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد امرأة وطفلها إثر قصف الاحتلال بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس.
وأضافت المصادر، أن الاحتلال قصف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، ما أدى إلى استشهاد الشاب عبد الوهاب أبو هداف وزوجته ونجله.
كما واصلت طائرات الاحتلال الحربية شن غارات مكثفة، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف، استهدف مناطق متفرقة في مدينة خان يونس، فيما نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف جديدة طالت مباني سكنية في المناطق الشرقية لمدينة غزة.
استُشهد 13 مواطنا وأصيب أكثر من 200 آخرين، يوم الخميس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز المساعدات في محيط حاجز “نتساريم” وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية في القطاع، باستشهاد أكثر من 13 مواطنا وإصابة نحو 200 آخرين بنيران الاحتلال عند مركز توزيع المساعدات.
وكان قد استُشهد يوم الأربعاء عند هذا المركز 28 مواطنا وأصيب العشرات بجروح.
يشار إلى أن قوات الاحتلال استهدفت على مدار الأيام الماضية نقاط توزيع مساعدات، سواء في رفح أو وسط القطاع، ما أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء، ووقوع إصابات، في خطوة تأتي -حسب تأكيدات أممية- لتهجير السكان قسرا، ضمن ما يبدو أنه إستراتيجية للتطهير العرقي.
أوامر إخلاء جديدة
هدد جيش الاحتلال الإسرائيلي المواطنين في ساحات ومحيط مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بإخلاء المنطقة، والتوجه إلى منطقة المواصي ومناطق أخرى.
وبدأ المواطنون والنازحون والصحفيون بإخلاء المنطقة، وسط حالة من التوتر والهلع من قصف إسرائيلي وارتكاب مجازر جديدة، تزامنا مع انقطاع خدمة الاتصالات وشبكة الإنترنت عن القطاع.
ويأتي ذلك في ظل استمرار استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للمرافق الطبية ومراكز النزوح، ما يفاقم من معاناة المواطنين، ويهدد سلامة الكوادر الصحفية والإنسانية.
وكانت مصادر طبية أكدت قيام الاحتلال الإسرائيلي بالاتصال وتبليغ المواطنين في منطقة مجمع ناصر الطبي ومحيطها بأنها منطقة إخلاء وعمليات، ما يزيد من وتيرة تعمد إخراج المجمع عن الخدمة باستهداف المربعات السكنية المحيطة وإخلاء المواطنين.
وأشارت إلى أن مجمع ناصر الطبي هو المكان الوحيد في المحافظة الجنوبية الذي يقدم الخدمات تخصصية كخدمة غسيل الكلى والحضانات والعناية المركزة والعمليات، وتوقفها يعني قتل مئات المرضى وحدوث كارثة إنسانية.
وأشارت إلى أنه بعدما أفرغ الاحتلال محافظة شمال قطاع غزة من المستشفيات، يواصل بكل عنجهية تمرير خططه بضرب المنظومة الصحية وإفراغ المحافظة الجنوبية أيضا، مجددة النداء العاجل إلى كافة الجهات المعنية، بالتدخل الفوري لحماية المؤسسات الصحية، وتمكين استمرارها في تقديم الرعاية الطبية.
أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الخميس، بإخلاء البلدة القديمة وأحياء الروضة والتفاح شرق مدينة غزة، تمهيدا لقصفها “بقوة شديدة”.
ومنذ استئناف الحرب في 18 آذار/مارس يوجه جيش الاحتلال إنذارات شبه يومية لمواطني القطاع لإخلاء مناطق واسعة.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” قال في تقرير، إن “الناس باتوا محاصرين في أماكن آخذة في التضاؤل بعدما صار ما نسبته 82 بالمئة من مساحة قطاع غزة داخل مناطق عسكرية إسرائيلية أو تخضع لأوامر نزوح”.
انقطاع الإنترنت في غزة وإسرائيل تمنع إصلاح الكوابل
أعلنت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الفلسطينية، الخميس، انقطاع كافة خدمات الانترنت والاتصالات الثابتة في قطاع غزة، مؤكدة أن إسرائيل تمنع الطواقم الفنية من إصلاح كوابل تم قطعها الأربعاء، وتعوق عمليات الوصول إلى المسارات البديلة الاحتياطية.
ولفتت الهيئة، في بيان، إلى “تصاعد العزلة الرقمية في قطاع غزة نتيجة استهداف ممنهج للبنية التحتية للاتصالات بالرغم من كافة المحاولات العديدة السابقة لإصلاح كثير من المسارات المقطوعة والبديلة منذ فترة طويلة”.
وأكدت الهيئة “انضمام محافظات جنوب ووسط قطاع غزة إلى حالة العزلة التي تعاني منها مدينة غزة وشمال القطاع لليوم الثاني على التوالي، نتيجة استمرار استهداف شبكات الاتصالات والمسارات الرئيسية الحيوية”.
وتابعت: “هذا التصعيد الخطير ضد البنية التحتية للاتصالات يهدد بفصل قطاع غزة بالكامل عن العالم الخارجي، ويمنع المواطنين من الوصول إلى خدمات أساسية تمثل خدمات حيوية في ظل الظروف الراهنة، بما في ذلك الخدمات الإغاثية، الصحية، الإعلامية، والتعليمية”.
الهلال الأحمر: نواجه صعوبة في التواصل مع طواقمنا في قطاع غزة في ظل انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات
قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إنها تواجه صعوبة كبيرة في التواصل مع طواقمها في قطاع غزة جراء الانقطاع الكامل في خدمات الإنترنت والاتصالات الثابتة في القطاع، عقب استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي المباشر لخطوط الاتصالات.
وأضافت في بيان مقتضب، اليوم الخميس، أن غرفة عمليات الطوارئ تواجه أيضا صعوبة في التنسيق مع المنظمات الأخرى للاستجابة للحالات الإنسانية.
وكانت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات الفلسطينية، قد أعلنت اليوم، انقطاع كل خدمات الإنترنت والاتصالات الثابتة في قطاع غزة، بعد استهداف المسار الرئيسي الأخير للفايبر.
وحذرت الهيئة من التبعات الإنسانية والاجتماعية للانقطاع، داعية كل الجهات المحلية والدولية المختصة إلى التدخل العاجل لتسهيل تنفيذ الترتيبات اللازمة، بما يُمكّن الطواقم الفنية من الوصول الآمن إلى مواقع الأعطال والقيام بأعمال الإصلاح المطلوبة، لأن استمرار الانقطاع يفاقم أزمة الاتصالات ويطيل أمد العزل المفروض على القطاع.
“أوتشا”: النساء الغزيّات يواجهن معاناة مُهينة بسبب الإبادة والنزوح
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، إن النساء والفتيات بقطاع غزة يواجهن “معاناة مُهينة” تحت ظروف النزوح القاسية والإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين منذ 7 تشرين الأول/ اكتوبر 2023.
وأضاف “أوتشا” في بيان نشره عبر منصة إكس، يوم الخميس، أن “الفلسطينيين يُقتلون يوميًا في غزة، وأن الناجين من القصف الإسرائيلي يعانون من الجوع، وأن المساعدات التي تصل قطاع غزة المحاصر “غير كافية”.
وشدد المكتب الأممي، على أن النساء والفتيات في غزة يواجهن “معاناة مُهينة” في ظل النزوح المتكرر الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي عليهم تحت طائلة القصف، محذرا من أن استمرار الحصار والإصرار على منع إدخال الوقود يهدد بوقف الخدمات الأساسية في قطاع غزة.