تغييرات في مسارات شركات الطيران إثر ضربات إسرائيل على إيران

أظهرت بيانات موقع «فلايت رادار 24» أن شركات الطيران حول العالم سارعت، فجر الجمعة، إلى تجنب الأجواء فوق إسرائيل، إيران، والعراق، بعد أن شنّت إسرائيل هجمات جوية واسعة على منشآت عسكرية ونووية داخل إيران.
الضربات، التي استهدفت مصانع صواريخ، ومواقع نووية، وقادة عسكريين، دفعت الشركات إلى اتخاذ إجراءات طارئة شملت تحويلات فورية وإلغاء رحلات، للحفاظ على سلامة الركّاب، وأطقم الطيران. واعتُبر الحدث بمثابة تحذير مبكر من تصعيد قد يمتد أياماً، وربما أسابيع.
تحركات احترازية في عواصم الطيران
بالتوازي مع الهجوم، أغلقت إسرائيل مطار بن غوريون في تل أبيب حتى إشعار آخر، ووضعت وحدات الدفاع الجوي في حالة تأهب قصوى تحسباً لهجمات إيرانية مضادة. شركة العال علّقت جميع رحلاتها، فيما أغلقت إيران والعراق مجالهما الجوي أمام الملاحة.
ورغم الإغلاق، أظهرت البيانات أن عددًا من الرحلات الجوية التجارية، من بينها طائرات تابعة لـطيران الإمارات، ولوفتهانزا، والخطوط الجوية الهندية، كانت تحلّق فوق إيران مع بدء الضربات. ولم تصدر أي تعليقات فورية من هذه الشركات بشأن الموقف.
في المقابل، بدأت شركات خليجية بتعديل خططها سريعاً، حيث أعلنت فلاي دبي تعليق رحلاتها إلى: عمّان، بيروت، دمشق، طهران، وتل أبيب. وتم تحويل رحلات كانت متجهة إلى دبي نحو مطارات بديلة، منها إسطنبول ويريفان، كما تم إلغاء أو إرجاع عدد من الرحلات إلى مطارات الإقلاع.
ممرات مزدحمة وصواريخ في السماء
تزايدت المخاوف من تكرار سيناريوهات مروّعة لسقوط طائرات مدنية في مناطق صراع، خاصة أن الشرق الأوسط يشهد منذ أكتوبر 2023 تداخلاً خطيراً بين الطيران التجاري والطائرات المسيّرة والصواريخ. وقد وردت تقارير عن قرب بعض هذه المقذوفات بما يكفي لرؤيتها من نوافذ الركّاب.
شركة «أوزبري فلايت سلوشنز»للاستشارات حذّرت من أن مناطق النزاع باتت تمثل عبئاً ثقيلاً على سلامة وأرباح شركات الطيران، مشيرةً إلى أن 3 طائرات تجارية أفلتت من إسقاط غير مقصود منذ 2001. كما استُشهد بحوادث مأساوية مثل إسقاط طائرة ماليزية فوق أوكرانيا في 2014، وطائرة أوكرانية فوق طهران العام 2020.
موقع “Safe Airspace” التابع لمجموعة OPS Group شدّد على أن «الوضع لا يزال يتطور»، داعياً جميع شركات الطيران إلى توخي «أقصى درجات الحذر»، في حين تستمر الطائرات في تحويل مساراتها عبر آسيا الوسطى والمجال الجوي السعودي، بعيداً عن الممرات المعتادة فوق شرق العراق، أحد أكثر المناطق ازدحاماً في العالم.