تأجيل الرحلات وتعديل المسارات.. الضربات الإسرائيلية تعرقل حركة الطيران في المنطقة

تسبّب الهجوم الإسرائيلي على عدد من المواقع الإيرانية في حالة من الاضطرابات الواسعة بحركة الطيران في منطقة الشرق الأوسط، إذ سارعت شركات الطيران إلى إلغاء أو تحويل مسار العديد من الرحلات الجوية، في إطار إجراءات طارئة للحفاظ على سلامة الركاب وأطقم الطيران.
وأظهرت بيانات موقع «فلايت رادار 24» لتتبع حركة الملاحة الجوية، أن شركات الطيران تجنبت المجال الجوي فوق إسرائيل وإيران والعراق في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، عقب الهجمات الإسرائيلية على أهداف إيرانية.
وأعلنت إسرائيل، صباح الجمعة، أنها استهدفت منشآت نووية إيرانية، ومصانع صواريخ باليستية، وقادة عسكريين، في بداية ما حذرت من أنه سيكون «عملية مطولة» تهدف إلى منع طهران من تطوير سلاح نووي.
وتم إغلاق مطار بن غوريون في تل أبيب حتى إشعار آخر، ووضعت وحدات الدفاع الجوي الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى تحسباً لأي ضربات انتقامية محتملة من جانب إيران.
وقالت شركة «العال» الإسرائيلية إنها علّقت جميع رحلاتها من وإلى إسرائيل، فيما ذكرت شركة «يسرائير للطيران» أنها بدأت إخلاء ونقل طائراتها من مطار بن غوريون، كجزء من خطة طوارئ وضعتها مسبقًا.
كما أفادت وسائل إعلام رسمية بإغلاق المجال الجوي الإيراني حتى إشعار آخر، وكذلك أعلنت السلطات العراقية إغلاق المجال الجوي ووقف جميع الرحلات الجوية في مطارات البلاد صباح الجمعة.
ويُعد شرق العراق، القريب من الحدود مع إيران، أحد أكثر الممرات الجوية ازدحامًا في العالم، حيث تمر عبره عشرات الرحلات بين أوروبا والخليج، إلى جانب العديد من المسارات الجوية بين آسيا وأوروبا.
وأظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية أن الطائرات بدأت بتحويل مساراتها عبر آسيا الوسطى أو المملكة العربية السعودية.
وذكر موقع «سيف إير سبيس»، التابع لمجموعة «OPS Group» المختصة بمخاطر الطيران، أن «الوضع لا يزال يتطور، وينبغي على شركات الطيران توخي أقصى درجات الحذر في المنطقة حاليًا»، وفق وكالة رويترز.
وأعلنت شركات طيران في الخليج الجمعة إلغاء رحلاتها من وإلى وجهات شملت العراق والأردن ولبنان وإيران، في ظل إغلاق بعض الدول مجالها الجوي عقب الضربات الإسرائيلية على إيران التي شملت مواقع نووية وعسكرية.
وأعلنت شركة «طيران الإمارات» إلغاء رحلاتها من وإلى العراق والأردن ولبنان وإيران.
كما أفاد مطار أبوظبي بحدوث اضطرابات متوقعة في حركة الطيران، داعياً المسافرين للتواصل مع شركات الطيران للحصول على التحديثات اللازمة.
وتم تحويل مسار عدد من الرحلات الجوية التي كان من المقرر أن تهبط في دبي صباح الجمعة، من بينها رحلة لطيران الإمارات قادمة من مانشستر تم تحويلها إلى إسطنبول، وأخرى لـ«فلاي دبي» من بلغراد تم تحويل مسارها إلى يريفان في أرمينيا.
كما أعلنت شركة «فلاي دبي» تعليق رحلاتها إلى عمّان وبيروت ودمشق، إلى جانب إيران وإسرائيل، إضافة إلى إلغاء عدد من الرحلات أو تعديل مساراتها أو إعادتها إلى مطارات الإقلاع.
وأعلنت الخطوط الجوية القطرية تعليق رحلاتها إلى إيران والعراق مؤقتًا، مؤكدة التزامها التام بلوائح الطيران الدولية الخاصة بسلامة الطيران.
في وقت سابق من الجمعة، أعلنت الأردن والعراق إغلاق مجالهما الجوي وإيقاف الرحلات الجوية. وأكد الأردن أنه لن يسمح باستخدام مجاله الجوي في أي صراع.
كذلك، أعلنت شركة «لوفتهانزا» الألمانية تعليق جميع رحلاتها من وإلى طهران حتى إشعار آخر، إلى جانب تجنّب الأجواء الإيرانية والعراقية والإسرائيلية، فيما علّقت شركة «إير فرانس» الفرنسية رحلاتها بين باريس وتل أبيب بسبب إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي.
وألغت شركة «إيروفلوت» الروسية رحلاتها بين موسكو وطهران، وأجرت تغييرات على مسارات أخرى في الشرق الأوسط.
قلق مستمر
باتت مناطق الصراع في العالم تمثل عبئاً متزايداً على عمليات شركات الطيران وربحيتها، وتثير قلقاً متزايداً بشأن سلامة الطيران المدني.
وذكرت شركة «أوزبري فلايت سلوشنز» لاستشارات مخاطر الطيران أنه منذ عام 2001 أسقطت طائرات تجارية عن غير قصد، وأفلتت ثلاث طائرات من حوادث مماثلة.
يُشار إلى أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ أكتوبر 2023 أدى إلى وجود طائرات مسيّرة وصواريخ تحلق بجوار الطائرات المدنية عبر المسارات الجوية الرئيسية، في حوادث ورد أن بعضاً منها كان قريباً بما يكفي ليشاهده الطيارون والركاب.
وفي العام الماضي، تم إسقاط طائرات مدنية بأسلحة نارية في كازاخستان والسودان، ما أعاد إلى الأذهان حوادث مشابهة، أبرزها إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية (رحلة MH17) فوق شرق أوكرانيا عام 2014، وطائرة الخطوط الأوكرانية الدولية التي أُسقطت بعد إقلاعها من طهران عام 2020.