الأسهم الأمريكية تتراجع بشكل كبير بعد رد إيران على الهجوم الإسرائيلي

تراجعت الأسهم الأميركية وارتفعت أسعار النفط بشكل حاد يوم الجمعة، بعد الرد الإيراني على الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران، ما أثار مخاوف المستثمرين من اتساع نطاق الصراع في المنطقة.
وقد دفعت هذه الاضطرابات الجيوسياسية المتجددة المؤشرات الرئيسة إلى أدنى مستوياتها خلال الجلسة، وبددت مكاسب كانت الأسواق قد سجلتها في وقت سابق من الأسبوع بدعم من مؤشرات اقتصادية إيجابية.
ووفقاً لتقرير نشرته «بلومبرغ»، انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» (S&P 500) 1.3% في منتصف جلسة نيويورك، بعدما كان قد سجل مكاسب في وقت سابق. كما تراجع مؤشر «ناسداك 100» 1.4%، بينما هبط مؤشر «داوجونز الصناعي» 2%.
ولم تسلم الشركات الصغيرة من الخسائر، حيث تراجع مؤشر «راسل 2000» بنسبة 1.8%. وعلى الصعيد العالمي، انخفض مؤشر «مورغان ستانلي كابيتال إنترناشيونال» (MSCI) بنسبة 1.2%، فيما تراجع مؤشر «بلومبرغ ماغنيفيسنت 7 للعائد الإجمالي» 0.8%.
وكانت أكبر الخسائر من نصيب أسهم شركات الطيران والسفر، وسط مخاوف من اضطرابات واسعة النطاق. في المقابل، حققت أسهم شركات الطاقة والصناعات الدفاعية مكاسب، بدعم من توقعات بزيادة الطلب والإنفاق العسكري في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية.
كما شهدت أسعار النفط تقلبات حادة، حيث قفز خام «غرب تكساس الوسيط» خلال الجلسة بنسبة وصلت إلى 14% قبل أن يقلص مكاسبه ويغلق مرتفعاً بنسبة 8.1% عند 73.52 دولاراً للبرميل. وقد أعاد هذا الارتفاع القوي المخاوف من عودة الضغوط التضخمية، في وقت كانت البيانات الاقتصادية تشير إلى بعض التراجع في وتيرة التضخم.
في الوقت نفسه، ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 1.5% ليصل إلى 3,435.14 دولار للأونصة، محافظاً على مستوياته التاريخية مع تزايد الإقبال على الأصول الآمنة.
وفي سوق العملات، ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار بنسبة 0.3%، مما يعكس تزايد الطلب على العملة الأميركية كملاذ آمن. وتراجع اليورو 0.4% إلى 1.1535 دولار، بينما انخفض الجنيه الإسترليني بالنسبة ذاتها إلى 1.3560 دولار. كما هبط الين الياباني 0.3% ليصل إلى 143.91 ين مقابل الدولار، مع توجه المستثمرين نحو الأصول المقومة بالدولار.
وامتد التراجع إلى العملات المشفرة، إذ تراجعت بيتكوين 1.1% إلى 104,803.40 دولار، وهبطت إيثر بنسبة 4.7% إلى 2,515.74 دولار، وسط تراجع شهية المخاطرة عبر الأسواق.
وفي سوق السندات، ارتفعت العوائد مع إعادة تقييم المستثمرين لتوقعات التضخم. وصعد عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار 6 نقاط أساس ليصل إلى 4.42%، كما ارتفع العائد الألماني لنفس الأجل إلى 2.54%، والعائد البريطاني إلى 4.55%.
وأكد لويس نافلييه، الرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة «نافيلييه» (Navellier & Associates)، أن الضرر الأكثر استمراراً قد يكون في أسعار النفط الخام، مشيراً إلى أنه إذا لم تنخفض قريباً، فإنها ستؤثر بلا شك على مؤشرات التضخم.
وتأتي هذه التطورات في ختام أسبوع كان قد اتسم بإقبال أكبر على الأصول المحفوفة بالمخاطر، بعد صدور بيانات تضخم أميركية جاءت أقل من المتوقع، وإشارات مشجعة بشأن تقدم في المباحثات التجارية بين واشنطن وبكين. لكن القفزة المفاجئة في أسعار النفط أعادت التركيز على التضخم المدفوع من جانب العرض، ما قد يعقّد مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.
ورغم تصاعد التوتر، لا تزال المؤشرات الأميركية قرب أعلى مستوياتها في الأشهر الأخيرة. ويرى محللون أن رد فعل الأسواق حتى الآن يعكس الحذر دون أن يكون هناك تسعير كامل لاحتمال تصعيد طويل الأمد، بانتظار إشارات أوضح خلال عطلة نهاية الأسبوع.
في هذا السياق، دعا الرئيس دونالد ترامب إيران إلى العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي، محذراً من أن التصعيد العسكري قد يستمر في حال غياب الحل الدبلوماسي. وجاءت تصريحاته بعد ساعات من هجوم إسرائيلي على منشآت نووية إيرانية، أسفر عن مقتل عدد من كبار القادة الإيرانيين، ما دفع طهران إلى الرد عسكرياً.