هل يمكن الاستغناء عن النفط الإيراني؟.. إجابات من شركات عالمية

هل يمكن الاستغناء عن النفط الإيراني؟.. إجابات من شركات عالمية

بات السؤال الأهم في سوق الطاقة الآن، في حال توقف إمدادات النفط الإيراني جراء الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل، هل يمكن الاستغناء عن 3.3 مليون برميل نفط تنتجها إيران؟، وهل يمكن تعويض 2.2 مليون برميل تضخها إذا توقفت تماماً؟.

في الجهة المقابلة ومع التقلبات الحادة التي تشهدها أسعار النفط، يبدو أن إنتاج «أوبك+» يقف حائلا دون حدوث أي اضطرابات في سلاسل إمدادات الطاقة، وهو التحالف الذي يضم أكبر منتجي العالم، ويمتلك طاقة إنتاجية هائلة.

النفط الصخري

في غضون ذلك قال الرئيس التنفيذي لشركة «فيتول» الأميركية لتجارة الطاقة، راسل هاردي، اليوم الثلاثاء، إنه يتوقع انخفاضا طفيفا في إنتاج النفط الأميركي العام الجاري بسبب انخفاض الأسعار.

أضاف هاردي في مؤتمر آسيا للطاقة: «مع انخفاض طفيف في الأسعار، بدأنا نشهد بعض التأثير على الاستثمار والإنتاج، وليس هناك مكان أوضح من الولايات المتحدة وداخل صناعة النفط الصخري يوضح هذا التأثير».

وفقا لتقارير فإن خطة «أوبك+» لزيادة إنتاج النفط بسرعة أكبر في مايو ويونيو ويوليو مقارنة بالمخطط له في البداية تهدف أيضا إلى منافسة إنتاج النفط الصخري الأميركي لاستعادة حصة السوق.

أمر غير مقلق

أشار هاردي إلى أن انخفاض الاستثمار والإنتاج ليس مصدر قلق كبير لأن هناك الكثير من الطاقة الإضافية الآتية من «أوبك» ودول أخرى، في إشارة إلى منظمة البلدان المصدرة للبترول.

الرئيس التنفيذي لشركة «فيتول» أبدى قلقه بشأن الصراع في الشرق الأوسط، مع تزايد حالة عدم اليقين بشأن انتظام الإمدادات من المنطقة، أن الوقت الحالي غير مؤكد، لكنه قال إن الطلب على النفط يتزايد.

«أوبك» قادرة

قال الرئيس التنفيذي لشركة «إيني الإيطالية» كلاوديو ديسكالزي اليوم الثلاثاء إن الصراع بين إسرائيل وإيران لم يؤد إلى خسارة في إنتاج النفط وإن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لا تزال لديها طاقة إنتاجية فائضة.

أضاف رئيس «إيني» على هامش مؤتمر الطاقة الآسيوية: «نحن لا نفقد إنتاجنا، ولدى (أوبك) طاقة فائضة، لدينا مخزون، لذا، لا داعي للقلق بشأن وضع النفط والغاز».

5.7 مليون برميل

 وكالة «فيتش» من جانبها قالت في تقرير: «حتى في حال توقف جميع الصادرات الإيرانية، وهو أمر مستبعد، يمكن تعويضها بطاقة إنتاجية فائضة من منتجي (أوبك+)، والتي تبلغ نحو 5.7 مليون برميل يومياً». 

أضافت وكالة التصنيف الإئتماني: «من شأن أي تعطل جوهري في البنية التحتية للإنتاج أو التصدير في إيران أن يزيد الضغط على الأسعار»، وأنتجت إيران نحو 3.3 مليون برميل يوميا من النفط الخام في عام 2024، وفقًا لـ«أوبك».

وفقاً لـ«فيتش» سيستفيد منتجو النفط في المنطقة من ارتفاع أسعار النفط، من خلال زيادة الإيرادات المالية والخارجية، لا سيما إذا رفعوا إنتاجهم لتعويض انخفاض الصادرات الإيرانية.

أمن الطاقة

شدّد الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو» السعودية أمين الناصر، على الدور المهم للنفط والغاز في تحقيق أمن الطاقة، خصوصاً خلال أوقات الصراع والتوترات الجيوسياسية التي يشهدها العالم.

الناصر أكد في مؤتمر الطاقة آسيا 2025 في كوالالمبور بماليزيا، أن النفط والغاز سيظلان جزءا أساسيا من مزيج الطاقة في السنوات المقبلة، وقال: «نشهد على دور النفط والغاز خلال الوقت الحقيقي، مع استمرار تسبُّب التهديدات لأمن الطاقة في قلق عالمي».

كما أشار رئيس «أرامكو»، إلى أن التاريخ أظهر أنه عندما تحدث صراعات، لا يمكن التقليل من أهمية النفط والغاز.

ماذا يحدث؟

أدى تبادل الهجمات بين إيران وإسرائيل، منذ نهاية الأسبوع الماضي، إلى تفاقم المخاوف من اتساع نطاق الصراع في المنطقة وتعطيل صادرات النفط من الشرق الأوسط بشكل كبير.

في غضون ذلك ارتفعت أسعار النفط، نهاية الأسبوع الماضي، محققة أكبر التحركات اليومية للخامين القياسيين (برنت، وغرب تكساس الوسيط) منذ عام 2022، وجاء الارتفاع بعد أن شنّت إسرائيل ضربات على إيران.

إنتاج «أوبك»

كشف التقرير الشهري الصادر عن منظمة الدول المصدّرة للنفط ارتفاع إنتاج تحالف «أوبك+» في مايو الماضي بنحو 180 ألف برميل يومياً على أساس شهري، وهو أول شهر في رفع سقف زيادة الإنتاج إلى 411 ألف برميل يوميا، الذي يستمر خلال يونيو ويوليو.

على صعيد الدول الأعضاء في منظمة «أوبك»، ارتفع الإنتاج بنحو 183 ألف برميل يوميا، ليسجل 27.022 مليون برميل يومياً، مقارنة بـ26.838 في شهر أبريل.

بدأت 8 دول ضمن تحالف «أوبك+»، بدءا من أبريل إعادة ضخ 2.2 مليون برميل يوميا تدريجيا إلى الأسواق العالمية، بعدما كانت قد خفضت طوعيا من 2024 وحتى نهاية مارس 2025.

وما زال تحالف «أوبك+» ملتزما بخفض طوعي إضافي يبلغ 1.65 مليون برميل يوميا، تنفذه 9 دول أعضاء حتى نهاية عام 2026، إلى جانب سياسة خفض إلزامية تبلغ مليوني برميل يوميا بدأ تنفيذها منذ نوفمبر 2022، وتستمر حتى نهاية العام المقبل.

سوق متقلبة

◄ قفز الخامان القياسيان بنسبة 7% عند نهاية التعاملات يوم الجمعة الماضي بعد أن ارتفعا بأكثر من 13% خلال الجلسة ليبلغا أعلى مستوياتهما منذ يناير.
◄ في وقت سابق من تعاملات أمس الاثنين، ازدادت العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي أكثر من أربعة دولارات، لتصل إلى مستويات فوق 78 دولارا للبرميل.
◄ عند إغلاق أمس، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت دولارا أو 1.35% إلى 73.23 دولار للبرميل، ونزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.21 دولار بما يعادل 1.66% إلى 71.77 دولار للبرميل.
◄ ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي اليوم الثلاثاء، نحو 0.6 دولارا في البرميل أو مايعادل 0.8%، وصولا إلى مستويات 73.8 دولار للبرميل، وازداد الخام الأميركي نحو 0.7%، أو ما يقرب من 0.5 دولارا في البرميل، وصولا إلى مستويات 73.7 دولار للبرميل.