مواجهة على طاولة الحوار: من سيفوز في مكالمة ترامب وشي؟

مواجهة على طاولة الحوار: من سيفوز في مكالمة ترامب وشي؟

قبل مكالمة تترقبها الأسواق، ويراهن عليها الكثيرون، في إعادة الهدوء إلى هدنة واتفاق تجاري، بدا أنه هش منذ أيامه الأولى، بين أكبر اقتصادين في العالم، الأميركي والصيني، وهي الهدنة التي لم تكمل شهرا في حين أنها من المقرر ان تستمر 90 يوما، لانهاء حرب عالمية جديدة للتعريفات الجمركية والرسوم المتبادلة.

في غضون ذلك شمر كل جانب عن ساعديه مبرزا أسلحته التكتيكية للضغط على الطرف الآخر في سبيل الحصول على أكبر مكاسب ممكنة من خصمه، إذ استخدمت واشنطن سلاح الرقائق وأشباه الموصلات، لترد بكين بسلاح المعادن الأرضية النادرة.

ترامب يراوغ 

كتب الرئيس الأميركي في منشور  جديد عبر منصته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال» واصفا نظيره الصيني شي جين بينغ بالرجل الصارم.

ترامب قال قبل ساعات من مكالمة هاتفية تترقبها الأسواق العالمية بشأن تهدئة التوترات التجارية بين القطبين، «من الصعب للغاية إبرام اتفاق معه (الرئيس الصيني)»، وذلك مع سعي الطرفين للتوصل إلى اتفاق تجاري ينهي التوترات الحالية.

وتابع في منشوره عبر «تروث سوشيال»: «أحب الرئيس الصيني «شي»، وسأظل، لكنه صارم للغاية ومن الصعب جدًا إبرام اتفاق تجاري معه».

مكالمة واتهام

قبل التدوينة بساعات أعلنت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت أن ترامب يعتزم إجراء مكالمة هاتفية مع شي جين بينغ الأسبوع الجاري، من أجل تسوية الخلافات التجارية بين البلدين.

كان آخر اتصال هاتفي بين الرئيسين في يناير، قبيل أداء الرئيس الأميركي اليمين الدستورية لولايته الثانية، ومنذ ذلك لم يحدث اتصال مباشر بينهما.

في الأسابيع القليلة الماضية، أكد الرئيس الأميركي رغبته في التحدث مع شي والجلوس معه على طاولة مفاوضات واحدة، إلا أن الصين لم تكن ترفض وفي الوقت ذاته كانت تشترط أن تبدي واشنطن حسن نيتها في ما يتعلق بإلغاء التعريفات. 


الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، واشنطن العاصمة، يوم 8 مايو 2025 المصدر: أ ف ب

اتهام ترامب

جاء ذلك بعد ان اتهم ترامب في نهاية الأسبوع الماضي الصين بانتهاك الاتفاق بشأن التعريفات الجمركية الذي تم التوصل إليه خلال مايو في جنيف، وهو ما استنكرته بكين وهددت باتخاذ إجراءات للدفاع عن مصالحها.

في وقت سابق قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إن المحادثات بين الولايات المتحدة والصين متوقفة بعض الشيء وتحتاج إلى تدخل الرئيسين دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ.

أضاف بيسنت: «أعتقد أننا سنجري المزيد من المحادثات مع الجانب الصيني في الأسابيع القليلة المقبلة»، وتابع «حينذاك قد يكون هناك اتصال بين زعيمي البلدين في مرحلة ما، لدفع عجلة المفاوضات وتمرير الصعوبات التي قد تؤجل التوصل إلى اتفاق».

إساءة استخدام

المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قال إن الولايات المتحدة تسيء استخدام تدابير مراقبة الصادرات، وتشدد الرقابة على منتجات الرقائق الصينية بناء على اتهامات ملفقة، بل وتتدخل حتى في عمل الشركات الصينية التي تستخدم الرقائق المنتجة في الصين.

وأضاف: «الولايات المتحدة تبالغ في سياستها، وهو سلوك تنمر أحادي الجانب نموذجي. والصين تعارض ذلك بشدة». مكررا ذات التصريحات في فترة ما قبل الاتفاق.

كما أوضح المتحدث أن تصرفات الولايات المتحدة تلحق ضررا بالحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية، وتهدد بشكل خطير أمن واستقرار سلسلة توريد أشباه الموصلات العالمية، ولها تأثير كبير على الابتكار العلمي والتكنولوجي العالمي.

ولفت إلى أن هذه الممارسة المتمثلة في استخدام الحماية التجارية الأحادية الجانب لاحتواء وعزل البلدان الأخرى ستؤدي في نهاية المطاف إلى تقويض القدرة التنافسية للصناعة الأميركية، والنتيجة لا يمكن أن تكون إلا إطلاق النار على قدمها.

الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ «آبيك» في ليما، بيرو، 16 نوفمبر 2024.
الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ «آبيك» في ليما، بيرو، 16 نوفمبر 2024. المصدر: رويترز

المعادن النادرة

في أحدث تطور ضمن ملف المعادن الأرضية النادرة، قالت الصين في بيان رسمي، إنها تظل ملتزمة بالحفاظ على استقرار سلاسل الصناعة والإمداد العالمية، وهي «مستعدة لتعزيز الحوار والتعاون بشأن ضوابط التصدير الخاصة بالمعادن النادرة».

جاء ذلك بعد ان أفادت تقارير أميركية أن الولايات المتحدة علقت بعض مبيعات التقنيات الحيوية إلى الصين، رداً على القيود التي فرضتها الصين أخيراً على صادرات المعادن الحيوية إلى الولايات المتحدة.

في حين أوقفت الصين في أبريل صادرات معادن الساماريوم، الجادولينيوم، التيربيوم، الديسبروسيوم، اللوتيتيوم، السكانديوم، والإيتريوم، وهي معادن تُستخدم في صناعة المغناطيسات الموجودة في المحركات الكهربائية للسيارات والطائرات بدون طيار، الروبوتات، الصواريخ، والمركبات الفضائية.

تُستخدم المعادن الأرضية النادرة في صناعة المغناطيسات الموجودة في محركات السيارات العاملة بالبنزين، والمحركات النفاثة، والليزر، ومصابيح السيارات الأمامية، وأيضاً في صناعة رقائق الكمبيوتر التي تُشغّل الذكاء الاصطناعي والهواتف الذكية.

رغم منح بعض التراخيص منذ ذلك الحين لمصدري مغناطيسات المعادن النادرة، المستخدمة في صناعات أشباه الموصلات والسيارات والدفاع، فإن عملية الترخيص المعقدة قد تستغرق شهوراً، وقد تسببت بالفعل في إرباك سلاسل الإمداد.

سلاح واشنطن

كشف تقارير أميركية أن الولايات المتحدة علقت بعض مبيعات التقنيات الأميركية المهمة للصين، بما في ذلك تلك المتعلقة بمحركات الطائرات لشركة «كوماك» الصينية المملوكة للدولة والمصنعة للطائرات.

قالت وزارة التجارة الأميركية في بيان إنها تراجع الصادرات ذات الأهمية الاستراتيجية إلى الصين، وأضافت: «في بعض الحالات، علقت الوزارة تراخيص التصدير الحالية أو فرضت متطلبات ترخيص إضافية بينما لا تزال المراجعة جارية».

في خطوة تُصعّد جهود واشنطن لعرقلة طموحات بكين في مجال أشباه الموصلات، أصدرت إدارة ترامب توجيهاتٍ لشركات برمجيات تصميم الرقائق الأميركية الكبرى، بما في ذلك «سينوبسيس»، «كادنس ديزاين سيستمز»، و«سيمنز إي دي إيه»، بوقف مبيعاتها للعملاء الصينيين.