27 دولاراً لكل مسافر: شركات الطيران في المنطقة تتفوق على الشركات العالمية

من المتوقع أن تحقق شركات الطيران في الشرق الأوسط ربحاً قدره 27.20 دولاراً لكل راكب خلال عام 2025، أي أكثر من ثلاثة أضعاف المتوسط العالمي الذي يبلغ 7.20 دولار، مع استمرار المنطقة في التفوق على الأسواق الأخرى من حيث ربحية قطاع الطيران، بحسب «اتحاد النقل الجوي الدولي – إياتا».
وتُقدّر الأرباح الصافية الإجمالية لشركات الطيران في الشرق الأوسط بنحو 6.2 مليار دولار في عام 2025، بارتفاع طفيف من 6.1 مليار دولار في العام 2024، وأعلى من تقديرات «إياتا» السابقة البالغة 5.9 مليار دولار التي صدرت في ديسمبر الماضي.
ووفقاً لتقرير نشره موقع AGBI، تشير توقعات الربح لكل راكب إلى زيادة واضحة مقارنة بالتقدير السابق البالغ 23.90 دولاراً، رغم أنها تبقى أقل قليلاً من مستوى العام 2024 البالغ 28.50 دولاراً.
وقال ويلي والش، المدير العام لـ«إياتا»، خلال الاجتماع العام السنوي للاتحاد الذي عُقد، يوم الاثنين، في نيودلهي: «الأداء الاقتصادي القوي يدعم الطلب المرتفع على السفر الجوي، سواء لأغراض الأعمال أو الترفيه».
أما على الصعيد العالمي، فمن المتوقع أن تسجل شركات الطيران أرباحاً صافية مجتمعة قدرها 36 مليار دولار في 2025، ما يعادل 7.20 دولار فقط لكل راكب. ورغم تحسن الأوضاع المالية، أشار والش إلى أن هوامش الربحية لا تزال ضعيفة، وعرضة للتقلبات الخارجية.
وأضاف: «لا يزال الهامش المتاح ضئيلاً. أي ضرائب جديدة، أو زيادات في رسوم المطارات أو الملاحة الجوية، أو صدمات في الطلب، أو تنظيمات مكلفة، من شأنها أن تضع مرونة القطاع على المحك بسرعة».
وعن منطقة الخليج، صرح تيم كلارك، رئيس «طيران الإمارات»، أن الشركة لم تلحظ أي تغيير في أنماط الطلب على السفر نتيجة السياسات التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترامب. لكن والش أشار إلى تحديات رئيسة تواجه شركات الطيران في المنطقة، من بينها: التأخيرات الواسعة في تسليم الطائرات، وبرامج تعديل الأسطول واسعة النطاق، التي قد تقيد نمو القدرة التشغيلية.
وقال: «المنطقة ستواجه قيوداً في السعة مع شروع شركات الطيران في مشاريع تعديل الأسطول لتحديث طائراتها».
ووفقاً لـ«إياتا»، تجاوز عدد الطائرات المتراكمة في قوائم الطلب العالمية 17,000 طائرة، مقارنة بنحو 10,000 إلى 11,000 قبل جائحة كوفيد-19، وهو ما يعني فترة انتظار تصل إلى 14 عاماً لتسلم الطائرات الجديدة.
وتستثمر «طيران الإمارات»، حالياً، 5 مليارات دولار لتحديث 219 طائرة، في ظل تأخيرات في استلام الطائرات الجديدة. وأوضح كلارك إن شركة بوينغ أشارت إلى أن «طيران الإمارات» قد تتسلّم أولى طائراتها من طراز 777X عريضة البدن بين النصف الثاني من عام 2026 والربع الأول من عام 2027.
ولا تقتصر التوترات المرتبطة بجدول التسليم على شركة بوينغ، إذ وصف ستيفن غرينواي، الرئيس التنفيذي لشركة «طيران أديل» السعودية منخفضة التكلفة، تأخيرات شركة «إيرباص» بأنها «غير مقبولة»، مشيراً إلى تنامي الاستياء في أوساط شركات الطيران الإقليمية بسبب اختناقات سلاسل التوريد.
ورغم هذه التحديات، سجّلت حركة الركاب عالمياً رقماً قياسياً بلغ 5 مليارات مسافر خلال العام 2024، ما دفع بإيرادات شركات الطيران الإجمالية إلى 979 مليار دولار. كما انخفضت أسعار وقود الطائرات، وهي من أكبر مكونات التكلفة في القطاع، بنسبة 13% على أساس سنوي، لتصبح أقل بنسبة 1% من التوقعات السابقة لـ«إياتا».
وقال والش: «نتوقع أن تنقل شركات الطيران مزيداً من الركاب والبضائع خلال عام 2025 مقارنة بالعام 2024»، لكنه حذّر من أن التوترات الجيوسياسية المتزايدة، وتراجع ثقة المستهلكين، قد تؤثر سلباً على الطلب في بعض الأسواق.