الحرب التجارية: تقدم في المفاوضات وسط التوترات حول الحديد والألمنيوم

أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على واردات الصلب والألمنيوم، الأربعاء، موجة استنكار من الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة. وعلى الرغم من استمرار المحادثات مع واشنطن، أبدت عدة دول اعتراضها على ما وصفته بإجراءات «أحادية وغير مبررة».
ابتداءً من صباح الأربعاء، أصبحت الرسوم المفروضة على واردات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة 50%، مقارنة بـ25% منذ 12 مارس الماضي. وندد رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، بهذه الزيادة، واصفاً إياها بأنها «غير قانونية وغير مبرّرة». وقال كارني إن «المحادثات المعمّقة» مع الإدارة الأميركية «تُحرز تقدماً»، إلا أن بلاده «ستأخذ الوقت اللازم» للرد بالشكل المناسب على هذا التصعيد.
ردود فعل غاضبة في كندا والمكسيك
من جانبه، قال النقابي الكندي رون ويلز لوكالة الأنباء الفرنسية، من مدينة هاميلتون في أونتاريو: «الناس سئموا من تقلباته ولعبه بالنار على الصعيد الاقتصادي»، مضيفاً: «نشعر بخيبة أمل لأن الولايات المتحدة تفرض رسوماً على كندا… إنهم يخطئون في اختيار العدو».
أما الرئيسة المكسيكية، كلوديا شينباوم، فقد وصفت هذه الزيادة الجمركية بأنها «جائرة» و«لا تُحتمل»، مؤكدة أن بلادها تجهّز إجراءات مضادة في حال عدم التوصل إلى اتفاق ثنائي مع واشنطن. وقالت: «هذا لا يخدم المفاوضات الجارية، بل يعقّدها»، مشيرة إلى أن المكسيك منفتحة على الحوار، لكنها لن تتردد في الدفاع عن مصالحها.
تحذيرات من حرب تجارية شاملة ومواصلة المفاوضات
في الوقت الذي تتصاعد فيه المخاوف من اندلاع حرب تجارية شاملة، شددت عدة عواصم على أن خيار الرد بالمثل مطروح، مع الحفاظ في الوقت ذاته على قنوات الحوار مفتوحة. وتُبذل جهود حثيثة لتجنب مزيد من التصعيد الذي قد يؤثر سلباً في سلاسل التوريد العالمية ويهدد النمو الاقتصادي الدولي.
وترى بعض الأطراف أن الإجراءات الأميركية تهدف إلى تعزيز موقع واشنطن التفاوضي، فيما يعتبرها آخرون تهديداً خطيراً لقواعد التجارة الدولية. ومع ذلك، تؤكد مصادر مطلعة أن المفاوضات لا تزال نشطة، وأن هناك حرصاً متبادلاً على تجنب الوصول إلى نقطة اللاعودة.