ترامب يعلن عن اجتماع أمريكي-صيني في لندن لاستئناف المفاوضات التجارية

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، أن مسؤولين أميركيين وصينيين سيجتمعون في لندن، الاثنين المقبل، لمناقشة التجارة بين البلدين.
وكتب الرئيس الأميركي في منشور على موقع «تروث سوشيال»: «يسعدني أن أعلن أن وزير الخزانة سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، والممثل التجاري للولايات المتحدة، جيميسون جرير، سيجتمعون في لندن يوم الاثنين 9 يونيو 2025، مع ممثلي الصين، فيما يتعلق باتفاقية التجارة».
ويأتي هذا الإعلان بعد محادثة هاتفية أجراها ترامب مع نظيره الصيني شي جين بينغ استمرت 90 دقيقة يوم الخميس. وبعد المكالمة، أعرب الرئيس الأميركي عن تفاؤله بإمكانية حل التوترات التجارية القائمة قريباً.
الخلاف الرئيسي
وبالنسبة لواشنطن، كانت نقطة الخلاف الرئيسية هي القيود التي فرضتها الصين على صادراتها من المعادن الأرضية النادرة والمغناطيس، والتي تعد ضرورية لكل شيء من السيارات إلى الطائرات المقاتلة، وهي حيوية للصناعات والدفاع الأميركية.
عندما سُئل يوم الجمعة، عما إذا كان شي قد وافق على استئناف تدفق المعادن الأرضية النادرة والمغناطيس، قال ترامب للصحفيين في الخارج على متن الطائرة الرئاسية: «نعم، لقد فعل». ولم يوضح أكثر مدى سرعة حدوث ذلك، أو حجم المواد التي سيتم إطلاقها.
ولم يأتِ البيان الصيني للمكالمة على ذكر المعادن النادرة، بل نقل عن شي قوله إن الصين التزمت «بجدية وصدق» باتفاقية الهدنة التجارية.
وفرضت الصين، التي تسيطر على 90% من معالجة المعادن النادرة عالمياً، قيوداً على تصدير بعض المعادن والمغناطيسات في 4 أبريل في ذروة حرب الرسوم الجمركية، بعد أن فرض ترامب رسوماً على السلع الصينية. لا يحظر النظام الجديد الصادرات بشكل قاطع، ولكنه يتطلب موافقة الحكومة على كل شحنة.
ورقة المعادن النادرة
ويرى محللون صينيون أن بكين ليست مستعدة للتخلي عن النفوذ القوي الذي تمنحه لها هيمنتها على سلسلة توريد المعادن النادرة – وقد تسعى إلى استخدامه لحمل واشنطن على تخفيف ضوابط التصدير الخاصة بها والتي تهدف إلى منع وصول الصين إلى أشباه الموصلات والتقنيات الأميركية المتقدمة.
وقال جين كانرونغ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة رينمين في بكين، إن الأهمية التي يوليها ترامب للمعادن الأرضية النادرة تظهر مدى فعالية «ورقة المعادن الأرضية النادرة» التي تمتلكها الصين، وفق ما نقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية.
بدوره، يرى وو شينبو، مدير مركز الدراسات الأميركية بجامعة فودان في شنغهاي، أنه في حين من المرجح أن تشهد الشركات الأميركية المزيد من الشحنات المعتمدة في الأسبوعين المقبلين، فإن نظام تراخيص التصدير الذي يستغرق ما يصل إلى 45 يوم عمل سيبقى قائماً، وفق «سي إن إن».
وأضاف: «يعتمد الأمر أيضاً على الوضع التجاري والاقتصادي الثنائي بشكل عام، إذا كانت العلاقة الثنائية جيدة، فسأسرع قليلاً؛ وإن لم تكن كذلك، فسأبطئ. لكن لا يُمكن مخالفة الإجراءات القياسية».
ومثّلت المحادثات الأخيرة بين إدارة ترامب ونظيرتها الصينية، التي عُقدت في 12 مايو في جنيف، نقطة تحول رئيسية في حرب التجارة العالمية. وأعلن مندوبو الصين والولايات المتحدة عن إلغاء رسومهما الجمركية المرتفعة تاريخياً على بعضهما البعض بشكل كبير. وارتفعت الأسواق، وخفّضت بنوك وول ستريت توقعاتها للركود، وانتعشت ثقة المستهلك الأميركي المتداعية بشكل ملحوظ.
لكن التوترات تصاعدت مجدداً منذ ذلك الحين. وصرح ترامب يوم الأربعاء في منشور على موقع «تروث سوشيال» بأن «التوصل إلى اتفاق مع شي أمرٌ صعب للغاية». وقال بيسنت إن محادثات التجارة تعثرت، حتى مكالمة الزعيمان الخميس التي أعادت التفاؤل للأسواق.