الصين جاهزة لتسريع منح الموافقة للاتحاد الأوروبي للحصول على المعادن النادرة.

كشفت وزارة التجارة الصينية، بأن بكين على استعداد لتسريع عملية الفحص والموافقة على صادرات المعادن الأرضية النادرة إلى شركات الاتحاد الأوروبي، كما أنها ستصدر حكمها بشأن تحقيقها التجاري في واردات البراندي من التكتل بحلول الخامس من يوليو، وفق بيان صحفي صادر اليوم السبت.
ووفقاً للبيان، فقد دخلت مشاورات الالتزام بالأسعار بين الصين والاتحاد الأوروبي بشأن السيارات الكهربائية صينية الصنع المصدرة إلى التكتل مرحلة نهائية ولكن لا تزال هناك حاجة إلى بذل جهود من الجانبين.
وجرى مناقشة هذه القضايا بين وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو ومفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي ماروش شفتشوفيتش في باريس يوم الثلاثاء الماضي.
زيادة المخاوف الأوروبية
وأدى قرار الصين في أبريل الماضي تعليق صادرات مجموعة واسعة من المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات ذات صلة إلى ضعف سلاسل التوريد الأساسية لشركات صناعة السيارات وشركات قطاع الطيران والفضاء وأشباه الموصلات والمقاولين العسكريين في أنحاء العالم.
وذكرت الوزارة أن الصين تولي أهمية كبيرة لمخاوف الاتحاد الأوروبي وإنها على استعداد لفتح قناة خضراء للطلبات التي تستوفي الشروط لتسريع عملية الموافقة.
وعبر وزير التجارة الصيني، عن أمله في أن يلاقينا الاتحاد الأوروبي في منتصف الطريق ويتخذ تدابير فعالة لتسهيل وحماية وتعزيز التجارة المتوافقة في المنتجات عالية التقنية إلى الصين.
رسوم جمركية
كما أدت تدابير مكافحة الإغراق الصينية التي طبقت رسوماً تصل إلى 39% على واردات البراندي من أوروبا، إلى توتر العلاقات بين باريس وبكين أيضاً.
وفرضت رسوم البراندي بعد أيام من اتخاذ الاتحاد الأوروبي إجراءات ضد واردات السيارات الكهربائية صينية الصنع لحماية صناعته المحلية؛ ما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى اتهام بكين بالانتقام المحض.
سلاح صيني
منذ العام 2023، قامت الصين بتنفيذ ضوابط تصدير على العديد من المعادن الأرضية النادرة، في خطوة وصفت بأنها حملة تهدف إلى تعطيل سلاسل إمداد قطاعي الدفاع والتكنولوجيا الأميركيين، جاءت في إطار الرد على تضييق أميركي استهدف قطاع التكنولوجيا الصيني.
وفي 4 أبريل الماضي، جلبت التعريفات الجمركية الصارمة التي أعلن عنها ترامب، رداً صينياً آخر بفرض وزارة التجارة الصينية قيود تصدير على عناصر نادرة سبعة مستخدمة بكثافة في قطاعات الدفاع والطاقة والسيارات، وتسيطر الصين على الغالبية العظمى من قدرات معالجتها عالمياً وهي: الساماريوم، الغادولينيوم، التيربيوم، الديسبروسيوم، اللوتيتيوم، السكانديوم، الإيتريوم.
لماذا هذه المعادن مهمة جداً؟
تكمن أهمية المعادن النادرة في كونها تدخل بتصنيع جميع الأجهزة الذكية، المحركات المغناطيسية، الألواح الشمسية، الرادارات، والطائرات المقاتلة مثل F-35، حيث تُستخدم مئات الكيلوغرامات منها في أنظمة التوجيه والرصد، كما أن هذه المعادن ليست فقط أساسية للنمو الاقتصادي، بل أيضاً «عماد الأمن القومي في الحروب الحديثة.
وبينما تحتكر الصين سلاسل التكرير والتصدير، تسابق الولايات المتحدة وأوروبا الزمن لتأمين بدائل، وسط مشهد جيوسياسي مشحون وتحولات هيكلية في الاقتصاد العالمي.