سياسات ترامب المتغيرة تزعزع استقرار دولار هونغ كونغ وأسعار الفائدة

أدّت السياسات المتقلبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى زعزعة نظام ربط العملة في هونغ كونغ، الذي صمد لعقود ويُنظر إليه باعتباره ركيزة للاستقرار المالي في الصين وآسيا. فقد شهد دولار هونغ كونغ تقلبات حادة داخل نطاق تداوله الضيق أمام الدولار الأميركي خلال شهر واحد فقط.
رغم أن موجة التقلب الأخيرة لا تُعد تهديدا مباشرا لنظام الربط القائم منذ أكثر من أربعين عاما، فإنها أثّرت بشدة على أسعار الفائدة، ما خلق بيئة صعبة للشركات والمستثمرين في المركز المالي الآسيوي. وتُبرز هذه التوترات التي تطال أحد أكثر أنظمة الربط شهرة في العالم مدى تأثير تقلبات الدولار الأميركي في عهد ترامب حتى على أكثر قطاعات السوق استقراراً.
فكّ الارتباط
عادةً ما تتحرك أسعار الفائدة في هونغ كونغ تماشيا مع نظيرتها في الولايات المتحدة، ما يسهم في الحفاظ على استقرار دولار هونغ كونغ ضمن نطاقه البالغ بين 7.75 و7.85 مقابل الدولار الأميركي.
لكن هذا التوازن اختلّ الشهر الماضي، مع تراجع إقبال المستثمرين العالميين على الأصول الأميركية بفعل تنامي القلق بشأن الديون الأميركية، في وقت تدفقت فيه رؤوس أموال ضخمة إلى هونغ كونغ، مدفوعة باهتمام الأجانب بالاكتتابات العامة اللافتة. كما ضخّ المستثمرون الصينيون مبالغ قياسية في الأسهم المدرجة في هونغ كونغ.
تدخلات طارئة
أجبرت هذه التقلبات سلطة النقد في هونغ كونغ، وهي بمنزلة البنك المركزي للمدينة، على التدخل أربع مرات في سوق الصرف خلال مايو، بعدما بلغ دولار هونغ كونغ الحد الأعلى من نطاق تداوله.
وقد أدّى ذلك إلى تراجع تكاليف الاقتراض في هونغ كونغ إلى مستويات تاريخية منخفضة، ما شجّع المضاربين على بيع العملة على المكشوف ودفعها بسرعة إلى مستوى 7.85، أي الحد الأدنى للنطاق.
بفعل هذا الانخفاض في الفائدة، اتّسع الفارق بين أسعار الفائدة الأميركية لآجال ثلاثة أشهر ومعدل الفائدة المرجعي في هونغ كونغ إلى مستوى قياسي الأسبوع الماضي، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي» التي تعود إلى عام 2020، كما اتسعت الفوارق على آجال أخرى أيضًا.
تطمينات رسمية
في محاولة لطمأنة الأسواق، شدد المسؤولون في هونغ كونغ على أن نظام الربط سيظل قائما، وأكدوا أن المستويات المنخفضة الحالية لأسعار الفائدة تحمل بعض المنافع رغم ازدياد التقلبات.
وفي مقابلة مع صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» نُشرت اليوم الاثنين، قال رئيس السلطة التنفيذية في هونغ كونغ، جون لي، إن المدينة ستُبقي على ربط عملتها بالدولار الأميركي.
كما يبدو أن انخفاض الفائدة على الرهون العقارية ساعد سوق العقارات المتباطئة، حيث سجلت أسعار المنازل ارتفاعاً طفيفًا في أبريل، منهيةً بذلك أربعة أشهر من التراجع.