عُمان تُعَزِز جهودها بإطلاق مشروع استراتيجي لبناء السفن لتلبية احتياجات الأسواق الإقليمية.
تُطوِّر سلطنة عُمان منشأة جديدة لبناء وإصلاح السفن في شبه جزيرة مسندم النائية، في خطوة تهدف إلى تعزيز الروابط التجارية الإقليمية وتنشيط الاقتصاد المحلي، خاصة في قطاعات الزراعة والصيد.
ويقود المشروع شركة «مسندم العالمية للاستثمار»، وهي مشروع مشترك بين شركاء من عُمان وتركيا، حيث ستُقام المنشأة التي تشمل حوضاً جافاً وحوضاً لبناء السفن على بُعد نحو 20 كيلومتراً من ولاية خصب، مقابل مضيق هرمز، الذي يُعد أحد أهم الممرات البحرية بين الخليج العربي وبحر عُمان، وفقاً لتقرير نشره موقع AGBI.
وبحسب الشركة، فإن المرحلة الأولى من المشروع التي تبلغ كلفتها 15 مليون دولار، ستُخصص لإنشاء حوض لبناء سفن الصيد، بينما ستشهد المرحلة الثانية، باستثمار إضافي قدره 20 مليون دولار، بناء مرافق لصناعة السفن التجارية وأعمال الإصلاح البحري، ومن المقرر اكتمال المشروع بالكامل في الربع الثاني من عام 2027.
وقال وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه العُماني، سعود بن حمود الحبسي، في مقابلة مع تلفزيون سلطنة عُمان، إن المشروع سيُحسن بشكل كبير قدرة المزارعين والصيادين في مسندم على الوصول إلى الأسواق الخليجية.
وأضاف: «عند اكتماله، سيوفر المشروع للمزارعين والصيادين المحليين إمكانية شحن منتجاتهم إلى أسواق دول مجلس التعاون الخليجي بطريقة أسرع وأقل تكلفة، مقارنة بالنقل البري».
ويُعد ميناء خصب، الذي تديره شركة «أسياد للشحن» المملوكة للدولة، المحور البحري الرئيس في مسندم حالياً، إلا أن منشأة الحوض الجاف الجديدة التابعة لشركة «مسندم العالمية للاستثمار»، والمقرر إنشاؤها على بعد 20 كيلومتراً من الميناء، ستُسهم في تنويع وتعزيز البنية التحتية البحرية في المنطقة.
يرى محللون أن المشروع يحمل أبعاداً اقتصادية أوسع تتجاوز دعم المزارعين والصيادين، وقال سعود الهاشمي، المدير العام لشركة «كابيتال إنفستمنت» في مسقط، إن «شبه جزيرة مسندم أصبحت اليوم محط اهتمام تنموي، وقد بدأ المستثمرون يدركون إمكاناتها كمنفذ بحري مربح، ليس فقط لدول الخليج، بل أيضاً للمحيط الهندي».
ويأتي المشروع في سياق جهود حكومية أوسع لتطوير مسندم كمنطقة واعدة للاستثمار، إذ كانت وزارة التراث والسياحة العُمانية قد أعلنت الشهر الماضي عن خطة لإنشاء 450 وحدة سكنية، وفندق على الواجهة البحرية يضم 200 غرفة، مع إتاحة الفرص الاستثمارية أمام المستثمرين المحليين والدوليين.