في عصر الاضطرابات.. العقارات الفاخرة تبقى ملاذ الأثرياء.

رغم حالة عدم اليقين الاقتصادي التي طغت على عام 2024، أظهر قطاع العقارات الفاخرة العالمي قدرة لافتة على الصمود.

فقد واصل أصحاب الثروات الكبيرة (HNWIs) الاستثمار في العقارات الراقية، مدفوعين برغبتهم في الارتقاء بأسلوب حياتهم، وتنويع أصولهم، وحماية ثرواتهم. ولا تزال المدن العالمية ذات الثقل المالي والثقافي تمثّل أسواقاً محورية للاستثمارات العقارية الفاخرة.

تحوّل نحو المدن الثانوية

برزت مؤخراً توجهات واضحة نحو المدن الثانوية والمواقع السياحية حول العالم، إذ يبحث المشترون الأثرياء عن عقارات توفر الخصوصية، والمساحات الواسعة، والخدمات المتميزة في أماكن خلابة أو ساحلية. وقد شهدت مناطق مثل الريفييرا الفرنسية، وساحل أمالفي، وأجزاء من جنوب شرق آسيا، تزايداً ملحوظاً في الإقبال.

تغيّر في التركيبة الديموغرافية

يدخل جيل جديد من المشترين الأثرياء سوق العقارات الفاخرة، حيث باتت فئات «جيل الألفية» وجيل «إكس» (Gen X) تُمثل قوة دفع رئيسية في الطلب، مع تفضيلات واضحة نحو المنازل الجاهزة، والتصاميم العصرية، والمزايا الصحية. كما باتت النساء، خصوصاً في أوروبا وأميركا الشمالية، يُشكّلن شريحة مؤثرة في اتخاذ قرارات الشراء ضمن هذا القطاع.

أهمية متزايدة للاستدامة

تتصدر الاستدامة أولويات المشترين في السوق الفاخرة على المستوى العالمي. فهناك اهتمام متنامٍ بالمنازل الصديقة للبيئة، المزوّدة بتقنيات ذكية، وأنظمة عالية الكفاءة في استهلاك الطاقة، ومواد بناء مستدامة. وتبعاً لذلك، يتجه المطورون في الأسواق الفاخرة العالمية إلى دمج الممارسات الخضراء في مشاريعهم استجابةً لهذا الطلب المتزايد.

ارتفاع الاستثمارات العابرة للحدود

ما تزال الاستثمارات العقارية الفاخرة العابرة للحدود تشكّل توجهاً قوياً، مدفوعةً برغبة الأثرياء في تنويع محافظهم الاستثمارية، والحصول على الإقامة أو الجنسية عبر تملّك العقارات. وقد جذبت برامج «التأشيرة الذهبية» في دول مثل البرتغال، واليونان، والإمارات العربية المتحدة، استثمارات أجنبية كبيرة في سوق العقارات الفاخرة.

التركيز على نمط حياة صحي

يمنح المشترون في سوق العقارات الفاخرة أولوية متزايدة للعقارات التي تُعزز نمط الحياة الصحي، من خلال توفير مرافق العناية والاستجمام مثل المنتجعات الصحية (SPA)، وصالات الرياضة المنزلية، والمساحات الخارجية، والقرب من الطبيعة. ويبرز هذا الاتجاه بشكل خاص في أسواق مثل دبي، ولوس أنجلوس، وسويسرا، حيث تُعدّ العافية جزءاً لا يتجزأ من القيمة العقارية.

الآفاق المستقبلية

يتوقع الخبراء أن يحافظ قطاع العقارات الفاخرة عالمياً على زخمه في عام 2025، مدفوعاً بالطلب المستمر على العقارات عالية الجودة في مواقع جذابة. وستظل الاستثمارات الدولية والاستدامة من أبرز المحركات الرئيسة للنمو، بينما يستمر توجّه المشترين نحو العقارات التي تُجسّد أسلوب حياة متمحور حول الراحة والعافية.