عائد للحياة: ميناء العقبة يشهد انتعاشاً بفضل الطلب السوري وزيادة حركة سفن الرورو والتجارة.

استعادت موانئ العقبة عافيتها تدريجياً مع تصاعد الحركة التجارية خلال الأسابيع الماضية، مدفوعة بعودة سفن الرورو (النقل عبر الدحرجة) إلى الأرصفة، بعد فترة انقطاع طويلة نتيجة تداعيات أزمة البحر الأحمر، وارتفاع الطلب السوري على البضائع المستوردة عبر الأردن.
ويُنظر إلى هذا التطور كإشارة إيجابية على تعافي النشاط الملاحي والتجاري بعد فترة من التباطؤ، ويعكس تعافي قطاع النقل البحري وزيادة فعاليته في دعم حركة التجارة الإقليمية والدولية عبر الأردن، ما يبشّر بمرحلة أكثر حيوية للقطاع اللوجستي في المنفذ البحري الوحيد للأردن.
البواخر والمناولة
وسجل عدد بواخر الحاويات القادمة إلى المملكة ارتفاعاً كبيراً بنسبة 54.3%، حيث بلغ 250 باخرة حتى نهاية أيار 2025، مقارنة بـ162 باخرة خلال الفترة ذاتها من 2024.
كما ارتفعت المناولة الإجمالية للحاويات بنسبة 26.1%، إذ بلغت 387,891 حاوية نمطية مقارنة بـ 307.697 حاوية.
وحول تفاصيل حركة الحاويات في ميناء العقبة؛ ارتفعت الحاويات الواردة الممتلئة بنسبة 22.0% إلى 194,859 حاوية، وارتفعت الحاويات الصادرة الممتلئة بنسبة 9.6%، حيث بلغت 43,164 حاوية.
وأكد الأمين العام لنقابة ملاحة الأردن محمد الدلابيح أن الارتفاع الملحوظ في حركة الترانزيت يعود إلى تزايد الطلب على البضائع الواردة إلى السوق السورية عبر ميناء العقبة، إلى جانب النمو الكبير في حركة السيارات، الذي يعكس الطلب المتنامي في الأسواق الإقليمية المجاورة.
وشدد الدلابيح على أن الفرص المتاحة حالياً في السوق السورية تمثل نافذة استراتيجية يجب استثمارها بفعالية، نظراً لما تحققه من أثر مباشر في تحفيز قطاع الشحن والخدمات اللوجستية داخل المملكة، مؤكداً على أن ميناء العقبة أثبت جاهزيته الفنية واللوجستية في مواكبة هذا النمو، بفضل تكامله مع شبكة النقل الإقليمي وتوفّر البنية التحتية القادرة على تلبية الطلب المتزايد.
أنماط البضائع والصادرات
حاويات الترانزيت في ميناء العقبة قفزت بنسبة 127.7% إلى 17.654 ألف حاوية، نتيجة لزيادة نقل البضائع إلى سوريا عبر العقبة.
من اللافت التراجع الحاصل في صادرات الأردن من الفوسفات والبوتاس، منذ بداية العام وحتى ختام آيار الماضي، بحيث انخفضت صادرات الأردن من الفوسفات بنسبة 9.1%، حيث بلغت نحو 2.585 مليون طن، كما انخفضت صادرات البوتاس بنسبة 3.4%، لتصل إلى 958.1 ألف طن.
بالمقابل، ارتفعت واردات المملكة من مادة الحديد بنسبة 48%، لتصل إلى 277.1 ألف طن.
وفي مؤشر واضح على تعافي النشاط التجاري الإقليمي، برز قطاع المركبات في ميناء العقبة كأحد أبرز المستفيدين من تنامي الطلب السوري، مسجلاً قفزة نوعية في حركة السيارات الواردة والصادرة بنسبة 81.8%، بإجمالي بلغ 35.277 ألف مركبة حتى نهاية أيار 2025.
ويُعزى هذا الارتفاع إلى الطلب المتزايد من السوق السورية، بالإضافة إلى عودة تشغيل خطوط سفن الرورو (ROLL-ON/ROLL-OFF) إلى الميناء بعد فترة انقطاع طويلة؛ نتيجة تداعيات أزمة البحر الأحمر.
وشهد ميناء العقبة رسو 36 باخرة متخصصة بنقل السيارات حتى نهاية شهر أيار، مقارنة بـ 25 باخرة خلال الفترة ذاتها من عام 2024، ما يعكس تعافي هذا النمط من النقل البحري.
واستقبل الميناء خلال شهر أيار الباخرة الحديثة AICC HUANGHU، إحدى أحدث سفن نقل السيارات في العالم والمعروفة بكونها صديقة للبيئة، حيث يُتوقع أن تُدرج العقبة ضمن رحلاتها الدورية، ما يعزز من مكانة الميناء كمحطة إقليمية مهمة لحركة المركبات.
حركة الركاب والسياحة البحرية
شهدت حركة الركاب عبر ميناء العقبة ارتفاعاً بنسبة 34.5%، حيث بلغ عدد المسافرين القادمين والمغادرين 136,649 راكباً.
كما سجّلت حركة البواخر السياحية عودة ملحوظة، إذ بلغ عدد السياح القادمين عبر البحر 13,130 سائحاً، مقارنة بـ529 سائحاً فقط في الفترة ذاتها من 2024، بزيادة قياسية بلغت 2,382%. ويُعزى هذا النمو إلى إدراج العقبة ضمن محطات الرحلات السياحية لسفينة “أرويا” بين شواطئ البحر الأحمر.
وأشار الأمين العام لنقابة ملاحة الأردن محمد الدلابيح إلى أن الزيادة في أعداد الركاب خلال الأشهر الماضية تعود إلى دخول باخرة جديدة إلى أسطول شركة الجسر العربي للملاحة، وما تبع ذلك من نشاط تشغيلي وتجاري متصاعد للشركة، ما أسهم في رفع القدرة الاستيعابية وتحسين الخدمة المقدمة للمسافرين.