لا نتشاءم.. ولا نُفْرِطُ في التَّفاؤل!!

نظراً للأحداث المحيطة التي تهدِّد أمننا القومي، لا يسَعنا جميعاً بكل طوائفنا، إلا التكاتف من أجل مصر، وأن نُنَحِّي مشاكلنا الداخلية، بكل أشكالها (فلا وقت للخلاف)، ونُقدِّم كل ما نستطيعه من تأييدٍ ودعم مادي ومعنوي لقيادتنا السياسية والعسكرية للخروج من هذه الأزمة بسلام.
ومن الغريب أن توافق زيارة الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” لمصر منذ أيام قليلة يوم أسر ملك فرنسا “لويس التاسع” في ٦ أبريل١٢٥٠ بدار ابن لُقْمان بالمنصورة، والأغرب أن (لويس) أتي مصر غازياً في طريقه إلى “القدس” ليستولي عليها. ويأتي ( ماكرون ) في مثل ذلك اليوم ليدْعَم موقف مصر المُدافِع عن فلسطين، ولتعزيز العلاقات مع مصر، ففرنسا دولة عُظْمىٰ غنية وقوية، وممن لهم حق “الفيتو” في مجلس الأمن.
وظَهَرَ دَعْمُ الشعب المصري لرئيسه “عبد الفتاح السيسي” عندما استقبَلَتْه جماهير الأحياء الشعبية (وهم أكثر الفئات تأثراً كالأغلبية من الشعب بارتفاع أسعار السلع الضرورية وفي مقدمتها المواد الغذائية، والأدوية، ووسائل المواصلات، والتعليم.. الخ )، لكن هذا الشعب الأصيل بفطْرتهِ النَقيَّة استشعر بأن رئيسه أراد أن يُظْهِر لضيفهِ ومن خلاله للعالم بأسرِهِ أن مصرَ بلدٌ مستقرٌ، وينْعَمُ بالأمن والأمان، وأن شعبه رغم معاناته التي لا تخفىٰ على أحد فها هو (الرئيس) يحظىٰ بدعمه ووقوفه ظهيراً له عند الأزمات، وعند ضرورة الالتفاف حوله مؤيداً ومسانداً في مواقفه السياسية بشكل عام ومن القضية الفلسطينية بشكل خاص. استنتج “ماكرون” ذلك من تزاحُم المواطنين لمصافحة رئيسهم ومصافحته بحفاوةٍ بالغةٍ مستبشرين ومتفائلين بالخير من هذا اللقاء الذي أتي في وقت مناسب أو ربما كان الأفضل لو تَمَّ منذ عامٍ على الأقل، ومع هذا التفاؤل من إبداء الرئيس الفرنسي تعاونه مع مصر من أجل إنهاء المجازِر الوحشية في غزة. وإن كان الوصف الأدق هو (إبادة أهل غزة) لإرغام من يتبقى منهم حياً على تركِها إلى حيث ما تُحدِّده أمريكا بالاتفاق مع بعض دول لم يُعْلَنُ عنها (حتى اليوم) لتكون مهجراً قسْريِّاً لأهل غزة. وتصبحُ غزة كما يُريدُها الرئيس الأمريكي “ترامب” (منطقة الحرية) علي حد تعبيره..
وكما ذَكَرتُ بأني لستُ متشائماً بطبعي، ولكني دوماً لا أُفرِطُ في التفاؤل إذا كان الأمر الذي يَخصّني بيدِ إنسان.
فعلينا ألَّا نُفْرِطُ في التفاؤل بمن أتىٰ من سلالةٍ شريعتها الاستعمار. لاسيِّما من غَزَا منهم مصر وأَعقَبَ رحيله بحملةٍ قادها “نابليون” ١٧٩٨م ثم مشاركة في عدوان ثلاثي عليها ١٩٥٦، ولَمْ يَكُفَّ يوماً عن إمداد عدوِها بالسلاح والمعونة أليس هذا تاريخاً شاهداً ومحفوراً في ذاكرتنا ما حَييِنا وأن:
“مَنْ كان غير السيفِ حامي حَوَضَهُ.. فليس له مِمَّا يُحاذِرُ عاصمُ”
فلا تأمل أن ينصرك مَنْ كان له سابقة اعتداء عليك.