رفض المثلية.. عارض حكومته ودعّم فلسطين.. «البابا فرنسيس» السياسي والراهب

رفض المثلية.. عارض حكومته ودعّم فلسطين.. «البابا فرنسيس» السياسي والراهب

البابا فرنسيس.. توفي اليوم البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، أول بابا من خارج أوروبا منذ عهد البابا جريجوري الثالث «731 – 741»، وأول بابا راهب منذ جريجوري السادس عشر، وأول بابا يسوعي، وامتازت مسيرته بالتمسك بالسلام وإنهاء الحروب في العالم خاصة في الشرق الأوسط.

مواقف البابا فرنسيس السياسية قبل الكرسي البابوي

مواقف البابا فرنسيس كانت ذات حكم فارق في الوضع الإنساني للبشرية، ويظهر ذلك حتى قبل توليه الكرسي الباباوي، حينما كان باسمه الأول «خورخي ماريو بيرجوليو» الذي ينحدر من الأرجنتين، والذي كانت له مواقف معارضة للحكومة في الأرجنتين في عام 2001، سواء بانتقاده طريقة تعامل الشرطة ووزارة الداخلية مع المتظاهرين، أو السياسة الحكومية تجاه المزراعين ودعا لدعم الريف الأرجنتيني في عام 2008.

البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان

عارض قانون المثليين

وفي عام 2010 عارض البابا فرنسيس بشدة قانونًا يتيح للمثليين الزواج وتبني الأطفال، ودعا المشرعين ورؤساء الحكومات والعاملين في مجال الصحة على تبني قوانين تحفظ حقوق الحياة منذ الحمل، ودعا للعمل وفق مبادئ الكنيسة الكاثوليكية بشأن الإجهاض وغيره من القضايا، وكانت هذه الدعوات الشديدة التي شنها على الحكومة الأرجنتينية كفيلة بنشوب حرب بينهما مما جعل الحكومة تتهمه بإعادة تفكير الكنيسة للقرون الوسطى.

البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان

ناشد باسم الإنسانية

استنكر «بيرجوليو» السياسات المؤدية إلى الفقر المدقع والهياكل الاقتصادية الظالمة التي تسبب عدم المساواة كبيرة، وتشكل انتهاكات لحقوق الإنسان، أدان البابا «الاستغلال الجائر» للموارد الطبيعية وحث جميع البشر على أن يكونوا حراسًا للطبيعة.

البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الشريف

إعادة العلاقات الأخوية مع الأزهر

قبل انتخاب البابا فرنسيس كانت هناك خصومة استمرت لنحو خمس سنوات، بسبب موقف البابا السابق بندكت السادس عشر، من تفجيرات الكنيسة القبطية في الإسكندرية مطلع 2011، واتهامه الإسلام بالعنف ومطالبته بحماية دولية للأقباط، فما كان من الأزهر إلا أن يعتبره تدخلا في الشأن الداخلي، ويعلن تعليق العلاقات مع الفاتيكان، خصوصا بعد تصريحات

البابا السابق التي ربط فيها بين الإسلام والعنف، مما أثار استياء الأزهر وجمّد على إثرها الحوار مع الفاتيكان.

ولكن دعا البابا فرنسيس بعد انتخابه إلى تعزيز العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية والإسلام، خصوصا بعدما أرسل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، تهانيه للبابا الجديد، الذي استقبله البابا فرنسيس للمرة الأولى في عام 2016.

ووقّع البابا فرنسيس والدكتور أحمد الطيب، إمام الأزهر الشريف في 4 فبراير 2019 في الإمارات وثيقة الأخوّة الإنسانيّة من أجل السلام العالمي والعيش المشتركا، والمعروفة أيضًا باسم إعلان أبوظبي. وهو الإعلان الذي وثق لعدد من القرارات اتخذتها الأمم المتحدة منها إنشاء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، لتحقيق تطلّعات الوثيقة.

وفي 2022 التقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، البابا فرنسيس، في مملكة البحرين، خلال ملتقى البحرين للحوار «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني»، ورحب البابا وقتها بجهود الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين في دعم وتشجيع الحوار بين أتباع الأديان ونشر ثقافة الأخوة الإنسانية وتعزيز السلام العالمي.

مخالفا للتقاليد ومغايرا لأسلافه.. أين اختار البابا فرنسيس مكان قبره؟البابا فرنسيس

مواقف البابا فرنسيس من حروب الشرق الأوسط والاعتداءات الإسرائيلية

كان للبابا فرنسيس مواقف متشددة ومنددة باستمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 2023، فكان يعتبر أنها إبادة جماعية للفلسطينيين، وهو ما تسبب في استنكار إسرائيلي مستمر لمواقف الفاتيكان ضد دولة إسرائيل.

وانتقد البابا الممارسات الإسرائيلية القمعية بحق مسيحين فلسطين، وندد بمنع دخول بطريرك القدس لقطاع غزة مؤكدا أن ما يحدث في غزة يحمل خصائص الإبادة الجماعية.

وفي ديسمبر 2024 دعا البابا إلى إجراء تحقيق في الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين باعتبار أنها إبادة جماعية وهو اعتبره المراقبون للشأن الكنسي موقف جرئ ومثير للجدل.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن البابا فرنسيس كان «صديقا مخلصا للشعب الفلسطيني»على ما ذكر. وفي بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية «وفا».

وأضاف «عباس» أن البابا كان «مدافعا قويا عن قيم السلام والمحبة والإيمان في العالم أجمع.. .اعترف بدولة فلسطين ورفع العلم الفلسطيني في حاضرة الفاتيكان».

المرشحون لخلافة البابا فرنسيس.. ما هي أبرز الأسماء المطروحة؟

قادة دول عربية يعزون في وفاة البابا فرنسيس.. «صديق مخلص للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة»

خريجي الأزهر بالغربية تنعى البابا فرنسيس وتتقدم بالتعازي لقيادات الكنيسة الكاثوليكية بطنطا