تفاصيل تحنيط جثمان البابا فرانسيس بحسب تقاليد الفاتيكان

تفاصيل تحنيط جثمان البابا فرانسيس.. بعد وفاة البابا فرنسيس في 21 أبريل، تجهز السلطات الكاثوليكية العملية التي طال انتظارها لاختيار خليفته، ومع ذلك، يطرح الكثيرون سؤالا كيف تم تحنيط البابا الراحل؟
وكانت هذه مسألة بالغة الأهمية، نظرا إلى أن جثمان الشخصية الدينية العالمية الذي توفي عن عمر يناهز 88 عاما إثر سكتة دماغية، – ظل معروضا لفترات طويلة، حيث زاره آلاف الأشخاص على مدار ثلاثة أيام أثناء جنازته في كاتدرائية القديس بطرس بمدينة الفاتيكان.
مراسم جنازة الزعيم البابوي الراحل
ومن المتوقع أن يحضر أكثر من 200 ألف شخص مراسم جنازة الزعيم البابوي الراحل اليوم السبت، حيث سينقل نعش البابا إلى روما ويدفن في كاتدرائية القديسة مريم الكبرى، وفقا لما ذكرته إذاعة NPR.
وذكرت صحيفة ديلي ميل أن السلطات كانت ستحتاج إلى حفظ الجثمان بسرعة لمنع التحلل السريع في ظل درجات الحرارة الرطبة، ولحسن الحظ، أكدت العديد من وسائل إعلام أنه قبل وضع الجثمان في وضعية الاستلقاء، حيث خضع جثمان البابا فرنسيس لعملية تحنيط حديثة تُنظّم في إيطاليا بموجب قانون صدر عام 2022، وتتميز باستخدام مواد أقل تأثيرا وأكثر مراعاة لجسم الإنسان.
تفاصيل تحنيط جثمان البابا فرانسيس
وفي هذا السياق، صرح أندريا فانتوزي، مؤسس المعهد الوطني الإيطالي للتحنيط (INIT)، لوكالة فرانس برس، بأن العملية تتضمن حقن سوائل حافظة عبر الدورة الدموية، يليها عناية تجميلية بالوجه واليدين، وأن الهدف هو إبطاء عمليات التحلل الطبيعية، وإن عملية التحنيط الحديثة تستغرق نحو 36 ساعة بعد الوفاة وتستمر لعدة ساعات، حيث تتضمن تحديدا تجفيف الجسم من الدم وضخ مواد حافظة تُحقن فيه عبر الوريد الوداجي.
وأفادت الصحيفة بأن هذا المزيج من الأصباغ والكحول والماء والفورمالديهايد يُخرج الدم المتجمد من الدورة الدموية، مما يُقي من التحلل، وبالتالي، يقضي خليط الفورمالديهايد على أي ميكروبات متبقية، ويربط البروتينات في خلايا البابا لحمايتها من التحلل بواسطة إنزيمات الجثة، وتسمح هذه العملية للجثة بالبقاء في حالتها الطبيعية لمدة ثلاثة أيام دون ظهور أي علامات تحلل.

ووفقا لقناة يورونيوز، يُجري مُجهّزو الدفن مكياجا تصحيحيا ويُعيدون ترتيب اليدين لإضفاء مظهر أكثر هدوءا على الجثة عند عرضها على الجمهور، ومن العمليات التجميلية المحتملة الأخرى إغلاق العينين بأغطية بلاستيكية، وربط الفك بالأسلاك، وبعد ذلك غالبا ما تُوضع قطع من القطن لإضفاء تعبير هادئ بدلا من العبوس المُقلق الناتج عن عملية الربط بالأسلاك، وفقا لصحيفة ديلي ميل.
تطور طقوس التحنيط
وتطورت طقوس التحنيط بشكل كبير منذ القرن التاسع عشر، عندما كان مُجهّزو الجثث يُزيلون الأعضاء من جثث الباباوات المتوفين، ثم يُغطّون الجلد بالأعشاب والزيوت، وكانت هذه الجثث تُغسل غالبا بالغسول القلوي ليسهل تجفيفها، وفي ذات الوقت كانت فتحات التابوت تُملأ بالأعشاب والقطن والشمع لمنع السوائل الفاسدة من التسرب أثناء رؤية التابوت المفتوح.

أول بابا يُحفظ بالطرق الحديثة
في حين أن أول بابا يُحفظ بالطرق الحديثة هو البابا بيوس، الذي توفي عام 1914، إلا أن نقطة التحول كانت عام 1958 بعد فشل تحنيط البابا بيوس الثاني عشر.
وبعد وفاة البابا بنوبة قلبية حادة، حاول الطبيب المشرف ريكاردو غالياتزي-ليزي الحفاظ على جثمان البابا تماشيا مع رغبة الزعيم بدفنه كما خلقه الله، وفقا لما ذكرته مجلة IFL Science.