هل يُسمح بأكل السمك في أحد الشعانين؟

هل يُسمح بأكل السمك في أحد الشعانين؟

يصوم هذه الأيام مسيحيو العالم بمختلف طوائفهم “الصوم الكبير” ويختلف طبيعة وشكل الصوم من كنيسة لأخرى، وفي ضوء ذلك يجيب الانبا نيقولا مطران إيبارشية طنطا للروم الارثوذكس على سؤال لماذا يُسمح بأكل السمك في أحد الشعانين والذي تحتفل به الكنيسة اليوم، وجاء ذلك ضمن مقال نشر له عبر صفتحه الرسمية على الفيسبوك.

وقال الانبا نيقولا: “إنه في أحد الشعانين نحتفل  بدخول الرب يسوع المسيح إلى أورشليم. على الرغم من أنه صوم يسمح فيه بأكل السمك، ذلك بسبب أهمية الاحتفال بهذا العيد بأنه عيد سيدي (يختص بالسيد يسوع المسيح)”.

أكل السمك في أحد الشعانين

وتابع: فيما يتعلق بصوم هذا اليوم، هناك اختلاف في مسألة ما إذا كانت الأسماك مسموحة أم لا، رأي ثيودوروس توستوديتيس هو: “أن الأسماك تؤكل في أحد الشعانين، لأنه يُعتبر عيد سيدي”. أما رأي القديس نيقوديموس من جبل آثوس: “إن الأسماك تؤكل في واحد فقط من الصوم الكبير، أي في يوم البشارة” (وهذا الرأي خاص بالرهبان، حيث يسمح لهم في أحد الشعانين بالزيت).

وأوضح أما الموقف النموذجي فهو رأي الآباء الرسوليين، بقولهم: “بعد هذا (أي عيد الميلاد وعيد الغطاس) الصوم الأربعيني المقدس الذي يتضمن تذكار حياة الرب وتشريعاته. إحفظ هذا بسرعة، قبل عيد الفصح بدء من يوم الاثنين وانتهاء بيوم الجمعة (قبل إسبوع الآلام العظيم) صوم. بعد ذلك، بعد أن تتوقف عن الصيام، إبدأ أسبوع عيد الفصح المبارك، وهذ كله يكون بخوف”.

 

الإصطلحان “بعد التوقف عن الصيام” و”البدء”، هما دلالة على أن صومًا ينتهي وآخر يبدأ، الذي ينتهي هو “الصوم الأربعيني المقدس”، والذي يبدأ هو “صوم إسبوع الآلام المقدس”. لذا فإن هذا العيد (عيد الشعانين) يكون مستقل بين الصيامين (أي خارج الصيامين)، وبالتالي فإن موقعه يعطي الحق في الحديث عن استقلاليته، وبهذا يًسمح بالسمك في هذا اليوم.

السمكة في التقليد المسيحي  رمز للمسيح

واختتم: كما أن السمكة في التقليد المسيحي هي رمز للمسيح، وقد استخدمها المسيحيون الأوائل بكثرة فيما بينهم كما لو كانت “كلمة السرّ” للتعرف على بعضهم البعض في أزمنة الاضطهاد، حيث أن حروفها الخمسة في اللغة اليونانية “ΙΧΘΥΣ” يُشكل كل حرف منها بداية لخمسة كلمات تُكوّن العبارة: “Ιησούς Χριστός Θεού Υιός Σωτήρ”، التي معناها بالعربية “يسوع المسيح ابن الله المخلص”.