الكهنوت قمر يدور في فلك المسيح
بمناسبة عيد الكهنوت، وجه المطران بولس ثابت حبيب مكو كلمة مؤثرة إلى الكهنة، دعاهم فيها إلى تجديد التزامهم برسالتهم الكهنوتية، مؤكدًا أن الكهنوت الجديد الذي أسسه المسيح هو حضور للحقيقة الإلهية وليس مجرد رموز كما في العهد القديم.
الكهنوت الجديد: حقيقة تتجسد في المسيح
أوضح المطران بولس أن كهنة العهد الجديد، خلفاء الرسل، لا يتواصلون مع الحقيقة من خلال الرموز، بل يجسدونها ويتعاملون معها بشكل مباشر. فالمسيح حاضر في الأسرار والكنيسة والشعب، وهو مصدر كل خدمة وغايتها.
“المسيح أولًا”: شعار الخدمة الكهنوتية
وشدد المطران على أن خدمة الكاهن يجب أن تتمحور حول المسيح ومركزيته في الحياة الليتورجية. فلا يمكن استبدال العبادة الحقيقية بأنشطة ثانوية أو تقديم الراحة الشخصية على الخدمة الروحية. الكاهن مدعو ليكون شاهدًا لحقيقة المسيح، وليس مجرد فاعل اجتماعي.
الكنيسة بيت الكاهن ومسكنه الروحي
وأشار المطران إلى أهمية أن يشعر الكاهن بأن الكنيسة هي بيته، مستشهدًا بكلمات المزمور: “ما أحب مساكنك يا رب الجنود”. ففي الكنيسة، يلتقي الكاهن بالمسيح الذي يعطي المعنى والقداسة لكل عمل كهنوتي – سواء كان طقسيًا، أو رعويًا، أو اجتماعيًا.
المسيح هو الوجهة ومصدر العطاء
أكد المطران أن الكاهن ينطلق من المسيح ليقدمه للآخرين. فلا بد أن يكون المسيح والتعليم اللاهوتي جزءًا لا يتجزأ من كل نشاط رعوي، محذرًا من استبدال الروحانية العميقة بالمظاهر النفسية أو الاجتماعية فقط.
دعوة إلى التجدد والقداسة
وفي ختام كلمته، شدد المطران على أن الكهنوت هو من أشرف الدعوات، قائلًا:
“إلى سر أسرار الابن الوسيط لم يتجاسر الملاك أن يقترب، والآن الكهنة في قدس الأقداس يقدسون ويأخذون معطين دواء الحياة.”
وختم بالشكر لكل كاهن يكرّس حياته للرب، معبرًا عن امتنانه لتفانيهم وتضحياتهم.