خميس الأسرار.. ذكرى العشاء الأخير ومسيرة الخلاص مع المسيح
أحيا الأب أنطونيوس مقار إبراهيم، راعي الأقباط الكاثوليك في لبنان، اليوم خميس الأسرار، بكلمة روحية مؤثرة دعا فيها إلى التأمل العميق في أسرار هذا اليوم العظيم، الذي يختزل في طياته معاني الفداء والحب الإلهي والتواضع.
وقال الأب أنطونيوس: “في مثل هذا اليوم العظيم، خميس الأسرار، نتذكر الليلة الأخيرة في حياة يسوع الأرضية، حيث صُنع التاريخ الخلاصي الذي أعدّه الله عبر مسيرة طويلة مع شعبه، والتي بلغت ذروتها في العشاء الأخير، وغسل الأرجل، وتأسيس سرّي الإفخارستيا والكهنوت”.
وأضاف: “علينا أن نحتفل بهذه الذكرى لا فقط في يومها، بل في كل مرة نُقيم فيها ذبيحة العهد، لأن الحياة الأبدية التي منحنا إياها المسيح يجب أن تبقى هدفنا الأول والأخير”.
تواضع المسيح
وشدد الأب أنطونيوس على أهمية استذكار تواضع المسيح الذي غسل أرجل تلاميذه قائلاً لهم: “كما فعلت أنا بكم، افعلوا أنتم أيضًا بعضكم ببعض”، مشيرًا إلى أن هذا العمل البسيط يحمل في عمقه دعوة إلهية للعيش بمحبة وتواضع.
كما تطرق في كلمته إلى خيانة يهوذا وإنكار بطرس، مشيرًا إلى الفرق بين الاستسلام لليأس وبين التوبة والعودة إلى حضن المسيح، قائلاً: “إنّ دموع بطرس التي رافقت اعترافه بحبه للمسيح، حملت معنى التوبة الحقيقية، وجعلته شريكًا في حمل رسالة الخلاص”.
من البستان إلى الجلجلة
ودعا الأب أنطونيوس إلى التأمل في مسيرة يسوع من بستان الزيتون إلى الجلجلة، ومن الصليب إلى القبر، وصولًا إلى القيامة المجيدة، قائلاً: “هكذا حياتنا نحن أيضًا، مسيرة من الألم والرجاء، تبدأ في مذود التواضع وتنتهي بقيامة المجد، إذا تمسّكنا بكلمته وسهرنا معه”.
وختم بالقول: “خميس العهد، خميس الأسرار، هو تذكار تأسيس الكهنوت وغسل الأرجل. ليكن هذا اليوم مطبوعًا في قلوبنا ومسيرتنا، لنستحق في النهاية سماع صوته يقول لنا: تعالوا إليّ يا مباركي أبي، رثوا الملك المعد لكم”.
ودعا في الختام إلى الصلاة من أجل بعضنا البعض، شاكرًا الله على نعمة المشاركة في هذا السر العظيم.