خامنئي يستقبل وزير الدفاع السعودي.. نحو شراكة "إيرانية- سعودية" تتجاوز الخلافات الإقليمية
في خطوة تعكس تحوّلًا لافتًا في العلاقات الإقليمية، شدد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله السيد علي خامنئي، على أن توثيق العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية يصب في مصلحة البلدين والمنطقة على حد سواء. جاء ذلك خلال استقباله، يوم الخميس، لوزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، الذي نقل بدوره رسالة رسمية من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
رسائل التقارب ومؤشرات الانفتاح
خلال اللقاء، أكد خامنئي على أهمية تجاوز العقبات السياسية والضغوط الخارجية التي تعيق تطور العلاقات الإيرانية-السعودية، مشيرًا إلى أن هناك جهات دولية وإقليمية تحاول زرع التوتر بين الطرفين لمنع تحقيق أي تقارب استراتيجي. إلا أنه أبدى في المقابل استعداد طهران الكامل لفتح صفحة جديدة في العلاقات، تقوم على التعاون الثنائي وتبادل الخبرات، خصوصًا في المجالات التي حققت فيها إيران تقدمًا ملحوظًا، مثل التكنولوجيا والدفاع والطاقة.
خطاب جديد في العلاقات الإقليمية
اللافت في تصريحات خامنئي كان تأكيده على أولوية التضامن بين “الإخوة المتضايقين”، في إشارة إلى التحديات المشتركة التي تواجهها دول المنطقة، مقابل “الاعتماد على الغرباء”، ما يعكس تحولًا في خطاب طهران نحو مزيد من الواقعية السياسية والانفتاح على حوار إقليمي غير مشروط.
زيارة رسمية رفيعة المستوى
ووفقًا لوكالة “تسنيم” الإيرانية، فقد حملت زيارة الأمير خالد بن سلمان إلى طهران طابعًا رسميًا عالي المستوى، حيث التقى بالمرشد الأعلى، كما عقد عدة اجتماعات مع مسؤولين إيرانيين من بينهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان. وقد تناولت هذه اللقاءات ملفات أمنية وسياسية واقتصادية، إلى جانب بحث سبل تعزيز التعاون المشترك في قضايا المنطقة، ما يعكس رغبة الطرفين في تأسيس أرضية استراتيجية جديدة بعد سنوات من القطيعة والتوتر.
يأتي هذا التقارب بين الرياض وطهران في سياق إقليمي معقد يشهد تغيرات سريعة في موازين القوى، وصعود دبلوماسية المصالح المشتركة على حساب التحالفات التقليدية. ومع استمرار الوساطات، لا سيما من الصين والعراق، يبدو أن الطرفين قد بدآ فعلًا في ترجمة نواياهما السياسية إلى خطوات عملية تمهّد لإعادة تشكيل خارطة التوازنات في الخليج والمنطقة بأسرها.