مي مختار: "النبش في الذاكرة" نافذة على عالم مصطفى بيومي مليء بالأصدقاء غير العاديين

قالت الكاتبة مي مختار خلال حفل تأبين مصطفى بيومي : أن كل من لم يقترب من عالم الكاتب مصطفى بيومي يسطيع أن يعرفه عند قراءة كتابه “النبش في الذاكرة”، مؤكدة أن هذا العمل يفتح نافذة مدهشة على شخصيات أثرت فيه ورافقته روحيًا وفكريًا، لكنه لم يشأ أن يصفهم بـ”الأصدقاء الموتى لأن مثل هؤلاء لا يموتون فاعمالهم تظل باقية.
يتصدر القائمة فؤاد حداد ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وطه حسين، إضافة إلى المطربة نور الهدى، التي وصف صوتها بـ”الملائكي”. غير أن الأجمل في الكتاب، كما ترى مي مختار، هو اعتراف الكاتب بخمسة شخصيات كانوا الأقرب إلى قلبه، وكانوا له أصدقاء من نوع خاص، يتجدد حضورهم في حياته كلما احتاج إلى ما يوقظ شغفه أو يسكن قلبه.
أول هؤلاء كان الكاتب الروسي أنطون تشيخوف، الذي يبدأ بيومي صباحه بقراءة كتبه ليستعيد من خلالها شغفه بالكتابة.
الصديق الثاني كان صوتًا سماويًا لا يُنسى: الشيخ محمد رفعت، الذي قال عنه بيومي: “لن يغسل قلبك، وتسمو روحك، إلا عند سماع تلاوته”.
أما الصديق الثالث فكان فيلسوفًا، بدأت العلاقة به من خلال كتابه “المواقف والمخاطبات”؛ ذلك الذي رأى فيه مصطفى بيومي تجليًا عميقًا لفكرة “الإنسان”.
الصديقة الرابعة كانت مفاجأة: الممثلة الأمريكية ساندرا بولوك، التي أحبها لحضورها البريء، وصرّح أنه لو لم يكن يعرف جنسيتها، لكان ظن أنها مصرية. تأثره بها بلغ ذروته بعدانفصالها عن زوجها ، إذ شعر بالحزن وكأنه فقد شيئًا منه، حتى إنه كان يحلم بلقائها.
أما الصديقة الخامسة فهي كوكب الشرق أم كلثوم. كتب عنها بإعجاب بالغ، مؤكدًا أن علاقته بها بدأت عندما سمع أغنيتها “راجعين بقوة السلاح”. كان بيومي يفسر كلماتها، يقف على معانيها الظاهرة والخفية، ويؤمن بأنها تسيّدت عرش الغناء، دون أن يزاحمها أحد.