تهجير الفلسطينيين خط أحمر لن نسمح بتجاوزه.. رسائل مصرية قوية خلال منتدى أنطاليا.. "الخارجية": جهود يومية مستمرة لوقف إطلاق النار.. محللون: مصر تتحرك وفق خطط واقعية ومدروسة.. وتواجه التحديات

لا تدخر الدبلوماسية المصرية جهد للتمسك بموقفها الثابت من القضية الفلسطينية ودعمها على جميع الأصعدة، وهو ما وضح جليا في تصريحات وزير الخارجية والهجرة، السفير بدر عبد العاطي، اليوم الجمعة، خلال المؤتمر الصحفي لمنتدى أنطاليا للدبلوماسية، والذي يناقش تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع المأساوية في غزة، حيث أكد “عبد العاطي” أن مصر ترفض أي شكل من أشكال تهجير الفلسطينيين، مشددا على أن مصر ترفض بشكل قاطع تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، وتعتبر هذه القضية خط أحمر ولا يمكن السماح به وتجاوزه.
الخارجية المصرية بعثت بالعديد من الرسائل على هامش منتدى أنطاليا، لتؤكد على قوة الدبلوماسية المصرية، وتمسكها بموقفها حول القضية الفلسطينية، حيث قال “عبد العاطي” إنّ خروج الشعب الفلسطيني من أرضه سيؤشر إلى تصفية القضية الفلسطينية وهو ما تريده إسرائيل.
وشدد وزير الخارجية على ضرورة العمل على خلق الأفق السياسي اللازم لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مضيفا أن الموقف العربي والإسلامي والأوروبي يرفض أي تهجير للفلسطينيين من أرضهم، مشيرا إلى أن الجهود المصرية -القطرية مستمرة يوميا للوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.
منتدى أنطاليا للدبلوماسية
ومنتدى أنطاليا للدبلوماسية( ADF) هو مؤتمر سنوي حول الدبلوماسية الدولية يُعقد في أنطاليا، تركيا منذ 2021، وخلال المنتدى يتم تبادل الأفكار والآراء حول الدبلوماسية والسياسة والأعمال التجارية من قبل صناع السياسات والدبلوماسيين والأكاديميين.
وفي هذا الشأن، قال الدكتور حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن التحركات الدبلوماسية المصرية لها أثر فاعل على جميع الأوساط الإقليمية والدوليةن وموقفها الثابت من القضية الفلسطينية يجعلها تشتبك مع كل الأطراف والقضايا من أجل الوصول إلى حل جذري وعادل للحرب في غزة، والبدء بخطة إعادة الإعمار.
وأضاف “سلامة” أن الموقف المصري يرتكز على محورين رئيسيين وهما الرفض القاطع لأي شكل من أشكال التهجير للفلسطينيين، وضرورة العمل بكل جهد للتوصل إلى حل جذري للقضية الفلسطينية وحل الدولتين على حدود الرابع من يونيو عام 1967.
الدبلوماسية المصرية تتحرك وفق خطط واقعية ومدروسة
من جهته، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن التحركات المصرية لدعم القضية الفلسطينية تسير وفق خطط مدروسة تلمس الواقع، مشددا على أن القيادة السياسية المصرية تواجه الكثير من الصعوبات نتيجة لتمسكها بموقفها الثابت والداعم للفلسطينيين.
وأضاف “فارس” أن مصر تواجه تحديات معقدة وعلى الرغم من ذلك لا تكتفي بالتصريحات وتذهب لأبعد من ذلك من خلال استغلال أي حدث إقليمي ودولي لدعم القضية الفلسطينيين، وتسعى بكل جهد لوقف إطلاق النار في غزة واستئناف تبادل المحتجزين، والإسراع بإدخال المساعدات إلى القطاع المنهك بسبب الحرب.
وتابع: “كما تولي مصر اهتماما كبير بعلاج الجرحى الفلسطينيين في مصر عبر استقبال المرضى والمصابين، وتخصيص كوادر طبية على ألى مستوى لإغاثة افلسطينيين، مشيرا إلى أن مصر تستغل علاقاتها الدبلوماسية بمختلف الأطراف لدعم المطالب الفلسطينية، وبخاصة العلاقات مع أوروبا التي بدأت بشكل تدريجي في التحرر من العباءة الأمريكية بسبب تعارض المصالح، خصوصًا في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية وارتفاع أسعار الغاز الأمريكي مقارنةً بالروسي، ما يفرض على أوروبا إعادة صياغة علاقاتها وتحالفاتها وفقًا لأولوياتها ومصالح شعوبها”.