ارتفاع التوترات الجيوسياسية يؤثر سلبًا على الأسواق المالية في المنطقة

شهدت البورصة المصرية خلال الأسبوع الماضي تذبذبًا ملحوظًا في الأداء، حيث اندفعت السوق في موجة صعود بعد عطلة عيد الأضحى على وقع التفاؤل بإلغاء الضريبة على الأرباح الرأسمالية، لكن التصعيد الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا بين إسرائيل وإيران من شأنه أن يلقى بظلاله على كافة أسواق منطقة الشرق الأوسط ومنها البورصة المصرية.
وفى ختام تعاملات الأسبوع الماضي، سجل مؤشر البورصة المصرية الرئيسي EGX30 تراجعًا بنحو 0.51% عند 32511.7 نقطة، بينما انخفض مؤشر EGX70 EWI بنسبة 1.24% إلى 9605 نقطة، وتراجع مؤشر EGX30 Capped بنسبة 0.51% إلى 40563 نقطة، ومؤشر EGX100 بنسبة 0.91% إلى 13070 نقطة.
قالت راندا حامد، العضو المنتدب لشركة عكاظ لإدارة وتكوين المحافظ المالية، إن التراجعات الحادة التى شهدتها البورصة المصرية خلال الجلسة الأخيرة من الأسبوع الماضي جاءت رد فعل للأحداث الخارجية، لافتة إلى أن أداء المؤشر الرئيسى فى الجلسات السابقة كان صاعدًا بدعم من قرار إرجاء ضريبة الأرباح الرأسمالية واستبدالها بضريبة الدمغة.
وأوضحت حامد، أن السوق مازال يتحرك أعلى مستويات دعم مهمة بين 32,250 و32,300 نقطة، فى ظل أداء جيد نسبياً لحجم التداول، مشيرة إلى أن الهبوط شمل الأسهم التى حققت صعودًا قويًا خلال الأيام الثلاثة الماضية، ما يعكس اتجاهًا طبيعياً لجنى الأرباح وليس بداية لانهيار.
وأضافت أنه لا يوجد ما يدعو للذعر، فالمؤشر الرئيسى مازال مرتفعًا بنحو 9% منذ بداية العام، بينما ارتفع مؤشر EGX70 بنحو 14% تقريبًا، وهو ما يعكس قوة الدفع الصعودى التى يتمتع بها السوق رغم التذبذبات.
ورجّحت حامد أن تشهد الأسواق بعض عمليات التخارج من قبل المستثمرين الأجانب نتيجة للتوترات الجيوسياسية فى المنطقة.
وشددت على أهمية حسم النسبة المقرر فرضها في ضريبة الدمغة، مضيفة أن تطبيق ضريبة مرتفعة مثل 1 في الألف سيشكل عبئًا على تعاملات الأفراد، وهم المكون الرئيسى للسوق.
ولفتت إلى أن بعض الدول المجاورة مثل السعودية لا تفرض أى ضرائب، بينما تطبق المغرب نسبًا ضئيلة، ما يستدعى إعادة النظر فى هيكل الضريبة بما يدعم تنافسية السوق المصرية.
وقالت حامد إن إلغاء الضريبة وحده لا يكفى لتحفيز السوق، بل الأهم هو إزالة الضبابية، لأن “البورصة لا تُفضل عدم وضوح الرؤية”، مضيفة أن وجود آلية واضحة لحساب الضرائب أمر مشجع فى حد ذاته.
ونصحت المستثمرين، باغتنام فترات التراجع لبناء مراكز شرائية فى الأسهم ذات المراكز المالية القوية، مع ضرورة التنويع بين القطاعات والأسهم المختلفة لتقليل المخاطر، والمتابعة الدقيقة للتقارير المالية والفنية، إلى جانب رصد الأخبار المحلية والعالمية المؤثرة على السوق.
وشهد السوق تداولات بقيمة 16.4 مليار جنيه بنهاية الأسبوع الماضى، من خلال تداول 5 مليارات سهم، بتنفيذ 362 ألف عملية بيع وشراء، مقارنة بتداولات الأسبوع السابق له، والتى بلغت قيمتها 16.3 مليار جنيه، بينما ارتفع رأس المال السوقى للأسهم المقيدة بنسبة 0.42% إلى مستوى 2.296 تريليون جنيه.
قال باسم أبو غنيمة، رئيس قسم التحليل الفني بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، إن المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية EGX30 تراجع عند مستوى 32,360 نقطة، بعد اختراق المقاومة الثانوية عند 32700 نقطة.
وأوضح أبو غنيمة أن السوق أظهر في وقت سابق نمط إعادة تجميع واضح بين مستويات 31400 و32000 نقطة، مصحوبًا بأحجام تداول متوسطة، مما شكل قاعدة سعرية متماسكة تهيئه للانطلاق.
ورجح أبو غنيمة أن يشهد المؤشر موجة صعود جديدة حال استقراره أعلى مستويات 32,350 – 32,000 نقطة، مع ظهور إشارات قوة شرائية مع بداية تعاملات الجلسات القادمة، ليستهدف مجددًا مستوى 32,700 نقطة، تليها مستويات 33,500 و34,400 نقطة.
وسجلت تعاملات المصريين 86.5% من إجمالى التعاملات على الأسهم المقيدة، بينما استحوذ الأجانب على 8.1% والعرب على 5.4%.
بينما سجل الأجانب صافى شراء بقيمة 166 مليون جنيه، أما العرب فسجلوا صافى بيع بقيمة 132 مليون جنيه بعد استبعاد الصفقات.
ومنذ بداية العام، شكلت تعاملات المصريين 88.7% من قيمة التداول، فيما سجل الأجانب صافي شراء بنحو 85 مليون جنيه وسجل العرب صافي بيع بقيمة 6.61 مليار جنيه على الأسهم المقيدة.