“شق الثعبان” .. منصة مصرية تسعى لاستعادة مكانتها في تصدير الرخام.

يعوّل المستثمرون والشركات العاملة في منطقة شق الثعبان جنوب شرق القاهرة، على خطط التطوير الجارية هناك، من أجل استعادة مكانة مصر العالمية فى تصدير الرخام والجرانيت، وفتح آفاق جديدة للمنتج المصري في الأسواق العالمية.
ويأمل المصنعون أن تثمر هذه الخطط عن تحسين البنية التحتية وتيسير الإجراءات، وعلى رأسها رسوم المحاجر، بما يعزز القدرة التنافسية للرخام المصري، ويعيده إلى صدارة المشهد التصديري.
موسى : 30% من مصانع المنطقة لم تقنن أوضاعها نتيجة ارتفاع الرسوم
قال إيهاب موسى رئيس جمعية مستثمري شق الثعبان، إن تنفيذ خطة تطوير المنطقة الصناعية يسير بخطى متقدمة، إذ تم الانتهاء من توصيل المياه لجميع المصانع، وتحقيق تطور ملموس في شبكة الطرق، وتوصيل الكهرباء بنسبة 100%.
أوضح أن المنطقة تضم نحو 1000 مصنع، و2000 ورشة ومعرض، وقد سددت جميعها الرسوم المالية المطلوبة للحصول على خدمات البنية التحتية، مؤكداً أن هناك تجاوباً من الجهات المسؤولة لدفع خطة التطوير للأمام.
وأشار موسى إلى أن نحو 30% من المصانع لم تقنن أوضاعها بعد، بسبب ارتفاع رسوم المحاجر التي شهدت زيادات كبيرة، موضحاً أن معالجة هذه التحديات من خلال حلول متوازنة يمكن أن يفتح المجال أمام مزيد من الاستثمارات.
اقرأ أيضا: كيف يمكن لصناعة الرخام والجرانيت قيادة النمو الصناعى؟
أضاف أن شق الثعبان لا تزال منطقة ذات قيمة استراتيجية لصناعة الرخام والجرانيت، وتستوعب أكثر من 400 ألف عامل، وتصل استثماراتها إلى ما بين 50 – 60 مليار جنيه، ما يجعلها أحد المحاور الرئيسة للنهوض بالصناعة التصديرية في مصر.
وتابع:” المصانع المصرية قادرة على تقديم منتج عالي الجودة، شريطة توافر الخامات وتحديث آليات التشغيل، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال استكمال خطة التطوير وتعزيز الدعم الحكومي”.
جابر : تحسين شبكة الطرق سيسهل حركة النقل داخل المنطقة الصناعية
وقال جودة جابر مدير قسم الحسابات بشركة بيانكو للرخام والجرانيت، إن الجهود الحكومية الأخيرة لتحسين البنية التحتية في شق الثعبان، كان لها أثر إيجابي في تسهيل العمليات التشغيلية داخل المصانع.
وأشار إلى أن الشركة تعتمد على مزيج من الخامات المحلية والمستوردة، وتسعى إلى رفع نسبة المكون المحلي بالتوازي مع تحسن جودة الخامات وتوفير العمالة الفنية المدربة.
أكد جابر، أن تحسين شبكة الطرق الجارية حالياً من شأنه تسهيل حركة النقل داخل المنطقة الصناعية، ودعم سلاسة العمليات الإنتاجية والتجارية، وهو ما يعزز كفاءة التشغيل ويزيد من فرص التصدير.
وأضاف أن الرخام المصري لا يزال يتمتع بمزايا جمالية وتنافسية كبيرة، ويحتاج فقط إلى تسويق احترافي وتحديث آليات التصنيع ليواكب متطلبات الأسواق العالمية.
سمير : الرخام المستورد أصبح الخيار الأول للعملاء في السوق العقاري
وقال أحمد سمير محاسب بمصنع الإيطالية للرخام، إن التطورات الأخيرة فى البنية التحتية بالمنطقة، خاصة توصيل الكهرباء والمياه وشبكات الصرف، أسهمت في استقرار العمليات التشغيلية، وخلقت بيئة أكثر تحفيزاً للنمو.
وأشار إلى أن الطلب في السوق المحلي تأثر بتغيرات في توجهات المستهلكين، إلا أن الرخام المصري قادر على استعادة ثقة العملاء محلياً وعالمياً مع تحسن الجودة وتقليل الاعتماد على المستورد.
أضاف سمير، أن المصنعين يترقبون خطوات إضافية لدعم المنتج المحلي، تشمل تقديم حوافز للمستثمرين وتخفيف الأعباء المالية، بما يعزز تنافسية القطاع.
وأوضح أن استكمال خطة التطوير، لا سيما في مجالات التدريب الفني والترويج الدولي، كفيل بأن يضع شق الثعبان مجدداً على خريطة التصدير العالمية، ويحولها إلى منصة إقليمية لصناعة وتصدير الرخام والجرانيت.
ويرى العاملون في القطاع أن استثمار الدولة في تطوير هذه المنطقة الصناعية الحيوية يفتح الباب أمام تعظيم الاستفادة من الموارد المحلية، وتوفير فرص عمل، وزيادة الصادرات الصناعية، بما يحقق أهداف التنمية الاقتصادية المستدامة.
بقلم:
إسراء كامل