الأسواق الآسيوية تسجل ارتفاعاً وسط اهتمام المستثمرين بالبيانات المحلية

الأسواق الآسيوية تسجل ارتفاعاً وسط اهتمام المستثمرين بالبيانات المحلية

ارتفعت الأسهم في آسيا اليوم الإثنين، مع تحوّل تركيز المستثمرين إلى أخبار محلية بعد عطلة نهاية أسبوع هيمنت عليها تطورات التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران.

كان تحسّن المعنويات في اليابان والمفاجأة الإيجابية في بيانات الصين القارية كافيين لدفع المستثمرين نحو عمليات شراء حذرة في عموم المنطقة، بعد بداية متباينة في جلسة التداول.

وارتفع مؤشر “نيكاي 225” الياباني بنسبة 1%، بينما عوّض مؤشر “هانج سنج للشركات الصينية” خسائره المبكرة. كما صعدت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في التداولات الآسيوية، وسجّل مؤشر للدولار الأمريكي مكاسب إضافية.

قال هومين لي، كبير استراتيجيي الاقتصاد الكلي في “لومبارد أودييه” في سنغافورة إنه “من المبكر الحكم على ما إذا كانت أسواق آسيا قادرة على تجاوز هذا الصراع المتطور بسرعة، والذي لا يزال يؤثر بشكل كبير على أمن الطاقة في المنطقة”.

وأضاف أن “ردة الفعل المحدودة ربما تعكس بعض الارتياح إزاء الطابع المدروس نسبياً للغارات الجوية من كلا الجانبين”.

كانت الأسواق قد شهدت تراجعاً حاداً يوم الجمعة، بعدما أفادت تقارير بأن إسرائيل شنّت غارات جوية على إيران.

قلق من تأثير صراع الشرق الأوسط على إمدادات النفط
يتركز القلق الرئيسي في احتمال أن يؤدي النزاع إلى تعطّل طويل الأمد في إمدادات النفط، مما قد يضغط على الاقتصاد العالمي، ويؤجج موجة جديدة من التضخم، في وقت تتجه فيه العديد من البنوك المركزية نحو سياسة التيسير النقدي.

ارتفع خام “برنت” بنسبة وصلت إلى 5.5% في التعاملات المبكرة، قبل أن يتخلى عن معظم مكاسبه لاحقاً. كما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية عبر معظم الآجال الرئيسية، حيث صعد العائد على السندات لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتي أساس ليصل إلى 4.42%.

جاء الدعم للأسهم اليابانية من مزيج من ضعف الين الذي يعزّز تنافسية الشركات ذات الإيرادات الخارجية، وارتفاع أسهم شركات الدفاع، عقب تقارير عن اجتماع مرتقب بين اليابان والاتحاد الأوروبي لمناقشة سبل التعاون في قطاع الصناعات الدفاعية. وسجّل الين انخفاضاً بنسبة 0.2% أمام الدولار.

وفي الصين، ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 6.4% في مايو، وهو نمو أسرع بكثير من التقديرات البالغة 4.9%. وقد صدرت هذه الأرقام ضمن حزمة من البيانات المتعلقة بثاني أكبر اقتصاد في العالم، والتي رسمت صورة متباينة. لكن المفاجأة الإيجابية رفعت المعنويات وساعدت الأسهم الصينية في هونج كونج على تعويض خسائرها المبكرة.

توقعات باستمرار التقلبات

مع ذلك، لا يعتقد كثير من المحللين أن التقلبات قد انتهت، في ظل تصاعد الصراع وتحوّط المستثمرين لأسبوع مزدحم باجتماعات البنوك المركزية. ومن المقرر أن يعلن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك اليابان، إلى جانب عدد من السلطات النقدية الأخرى، قرارات بشأن أسعار الفائدة هذا الأسبوع.

وقال وولف فون روتبرج، استراتيجي الأسهم لدى بنك “ج. سافرا ساراسين”: “ينبغي على الأسواق الاستعداد لفترة طويلة من عدم اليقين”.

وأضاف أن “التحوط ضد اضطرابات محتملة في سلاسل إمداد النفط عبر التعرض لسوق الطاقة، وزيادة الانكشاف على الذهب، الذي قد يشهد تسارعاً في مساره الصعودي الهيكلي، يُعد من أفضل السبل لحماية المحافظ الاستثمارية من أي تصعيد إضافي في الشرق الأوسط”.

المصدر:
اقتصاد الشرق