رسوم ترامب توجه ضربة موجعة لمصانع آسيا.. والهند الاستثناء الوحيد

رسوم ترامب توجه ضربة موجعة لمصانع آسيا.. والهند الاستثناء الوحيد

انكمش نشاط التصنيع على مستوى دول آسيا خلال أبريل، إذ تعاني الشركات من تراجع الطلب وتعليق الطلبيات الجديدة، وذلك في ظل التعريفة الجمركية الأساسية بنسبة 10% التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

سجلت مؤشرات مديري المشتريات لكبرى الدول المصنعة في المنطقة، ومن بينها كوريا الجنوبية وتايوان، انخفاضاً حاداً، إذ أدت الضبابية المحيطة بالتجارة العالمية إلى تراجع الطلبيات الجديدة وخفض الإنتاج، بحسب نتائج الاستبيانات التي أصدرتها “إس آند بي جلوبال” الجمعة. بينما كانت الهند الاستثناء الوحيد، حيث شهدت توسعاً في النشاط.

سجل مؤشر مديري المشتريات في تايوان، التي تعد مؤشراً على حركة التجارة، قراءة 47.8 نقطة في أبريل، ما يعد أدنى مستوى منذ 16 شهراً وأقل من عتبة 50 نقطة التي تفصل بين التوسع والانكماش. فيما تراجعت الأعمال الجديدة لأول مرة منذ أكثر من عام، ما أدى إلى تراجع الإنتاج والمشتريات. وأشارت الشركات إلى تراجع الطلب في السوق المحلية وأسواق التصدير في آسيا وأوروبا، وأرجع بعضها ذلك الهبوط إلى رفع ترامب للرسوم الجمركية.

قالت أنابيل فيديس من “إس آند بي غلوبال ماركت إنتليجنس” في بيان عن بيانات تايوان إن “تأثير الرسوم الجمركية الأميركية وتوقعات تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي أثرت سلباً على توقعات الاثني عشر شهراً المقبلة أيضاً. وتقدر الشركات بشكل عام تراجع الإنتاج خلال الاثني عشر شهراً المقبلة، فيما بلغ التشاؤم أعلى مستوى منذ يناير 2023”.

تشاؤم بسبب الرسوم

تراجع مؤشر مديري المشتريات في كوريا الجنوبية إلى 47.5 نقطة، ما يُعد أقل مستوى منذ سبتمبر 2022، وفضلت الشركات خفض التكاليف مع تراجع الإنتاج في أبريل وتحول توقعات الاثني عشر شهراً المقبلة إلى نظرة سلبية.

يتضح التشاؤم في مختلف أنحاء المنطقة المسؤولة عن الجزء الأكبر من التصنيع في العالم، ففي جنوب شرق آسيا، انكمش النشاط الصناعي في تايلندا وماليزيا وإندونيسيا. وأعلنت بكين الأربعاء عن نتائج مشابهة، حيث تراجع مؤشر مديري المشتريات في الصين بمعدل أكثر من المتوقع إلى 49 نقطة، مقابل 50.5 نقطة في مارس.

تظهر البيانات الحديثة مدى التداعيات الناجمة عن الرسوم الجمركية الأمريكية التي فرضها ترامب، والتي تُعد الأعلى من نوعها منذ أكثر من قرن، ومن بينها تعريفة جمركية بنسبة 145% على أغلب المنتجات المستوردة من الصين، و25% على معظم الواردات القادمة من كندا والمكسيك، فضلاً عن فرض رسوم جمركية على عدة قطاعات مثل الصلب والألمنيوم، وتعريفة جمركية أساسية بنسبة 10% على بقية الشركاء التجاريين للبلاد.

استثناءات من موجة التراجع

علق الرئيس الأمريكي ترامب فرض الرسوم الجمركية المرتفعة والمخصصة على معظم الدول لمدة 90 يوماً، منذ ذلك الحين، أُجريت سلسلة من المفاوضات في ظل سعي مسؤولين من جميع أنحاء العالم إلى تجنب الرسوم. وستكون الدول الآسيوية من بين أشد المتضررين من الحرب التجارية، إذ تعتمد أغلب اقتصاداتها، مثل فيتنام وكمبوديا، بشكل كبير على التصدير إلى أمريكا.

زادت المنطقة صادراتها إلى الولايات المتحدة منذ الجائحة والنزاعات التجارية التي شهدتها ولاية ترامب الأولى. وسعت الشركات إلى تنويع سلاسل التوريد لتجنب الرسوم الجمركية المرتفعة والضبابية المحيطة بالصين.

مع ذلك، لا تزال هناك بضع نقاط مضيئة؛ فكانت الفلبين من بين الدول الأفضل أداءً، إذ أدت الانتخابات المحلية المقبلة إلى ارتفاع مؤشر مديري المشتريات إلى منطقة التوسع بقراءة 53 نقطة، مقابل 49.4 نقطة في الشهر الماضي.

في الوقت نفسه، كانت الهند صاحبة الأداء الأفضل في المنطقة مجدداً، حيث واصل مؤشر مديري المشتريات الارتفاع ليحقق أعلى مستوى منذ 10 شهور عند 58.2 نقطة في أبريل، بحسب البيانات الصادرة عن “إس آند بي جلوبال” و”إتش إس بي سي هولدينجز”.

توقعات بتباطؤ كبير في الإنتاج

قالت المحللة الاقتصادية لدى “إتش إس بي سي”، برانجول بهانداري، في بيان إن “الارتفاع الملحوظ في طلبات التصدير الجديدة في أبريل قد يُرجح تحول الإنتاج نحو الهند، حيث تتأقلم الشركات مع البيئة التجارية المتغيرة وقرارات الرسوم الجمركية الأمريكية”.

مع ذلك، فإن أحدث بيانات مؤشرات مديري المشتريات تشير بشكل عام إلى أنه يُرجح حدوث “تباطؤ جوهري في صادرات آسيا وإنتاجها خلال الشهور المقبلة”، وفق تقرير أصدرته “نومورا هولدينجز” الجمعة.

وأشار المحللان الاقتصاديان لدى “نومورا”، سي ينغ توه وسونال فارما، إلى أن أي تصعيد أو تهدئة في السياسات الجمركية خلال المفاوضات الجارية قد يؤدي إلى حالة من الضبابية وتعطيل الإنفاق الرأسمالي. واختتما: “يجب على المستثمرين الاستعداد لمزيد من التقلبات خلال الفترة المقبلة”.

المصدر:
اقتصاد الشرق