تحسن التوقعات الاقتصادية الصينية نتيجة للهدنة التجارية

بدأت المؤسسات المالية في مراجعة توقعاتها بشأن أداء الاقتصاد الصيني، عقب الاتفاق التجاري المؤقت بين الولايات المتحدة والصين، والذي تضمن خفض الرسوم الجمركية المتبادلة، وأسهم في تحسين آفاق النمو الاقتصادي الصيني وأداء سوق الأسهم.
وقد توصلت الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق يقضي بتعليق معظم الرسوم الجمركية المفروضة على منتجات كل منهما لمدة 90 يومًا.
وبموجب هذا الاتفاق، سيتم خفض الرسوم الجمركية المتبادلة من 125% إلى 10% فقط، بينما ستُبقي الولايات المتحدة على رسوم إضافية بنسبة 20% على الواردات الصينية، وهي الرسوم التي كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلنها في بداية ولايته الثانية خلال فبراير الماضي.
في ضوء هذا التطور، بدأت مؤسسات مالية كبرى في تعديل توقعاتها بشأن نمو الاقتصاد الصيني، فقد أعلن بنك يو بي إس الاستثماري العالمي أن نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين في عام 2025 قد يتراوح بين 3.7% و4%، مقارنة بالتوقعات السابقة التي كانت تشير إلى 3.4% فقط، وذلك بفضل تخفيف حدة الحرب التجارية، الأمر الذي قد يقلل من “الصدمة الاقتصادية” المحتملة.
كما رفع بنك مورجان ستانلي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للصين في الربع المقبل، مستندًا إلى تقديرات تفيد بأن الشركات قد تسعى إلى تسريع وتيرة صادراتها للاستفادة من خفض الرسوم الجمركية.
وجاء في بيان البنك: “رغم أن الرسوم الجمركية لا تزال مرتفعة، فإن فترة التعليق قد تؤدي إلى زيادة في الشحنات والإنتاج على المدى القصير”. وأضاف أن نمو الناتج المحلي في الربع الثاني قد يتجاوز التقديرات الحالية البالغة 4.5%.
وبالإضافة إلى ذلك، يتوقع البنك أن يُسجَّل نمو مؤقت في الربع الثالث من العام، مع إمكانية أن يتجاوز 4%، في حين كانت التقديرات السابقة تشير إلى تباطؤ النمو إلى ما دون هذا المعدل.
من جانبها، توقعت مجموعة إيه إن زد المصرفية أن يتجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين هذا العام 4.2%، بعد أن خفّضت توقعاتها من 4.8% في أبريل.
كما عدّلت شركة ناتيكسيس الفرنسية تقديراتها، متوقعة نموًا بنسبة 4.5% هذا العام، ارتفاعًا من توقعاتها السابقة التي بلغت 4.2%، وذلك في حال تنفيذ المزيد من الحوافز الاستباقية وتقليص الرسوم الجمركية بشكل فعّال.
وكانت الشركة قد خفّضت في وقت سابق من أبريل تقديراتها للنمو من 4.7% إلى 4.2%.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، حذّر بعض المحللين من الإفراط في التفاؤل إزاء ما قد يكون مجرد انتعاش تكتيكي مؤقت في الأسواق.