توقعات بزيادة الأضرار الاقتصادية على المستهلكين الأمريكيين نتيجة الرسوم الجمركية

توقعات بزيادة الأضرار الاقتصادية على المستهلكين الأمريكيين نتيجة الرسوم الجمركية

أقر وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، بأن الرسوم الجمركية الواسعة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار للمستهلكين، خاصة في متاجر التجزئة الكبرى مثل وولمارت.

وفي ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية، أشار بيسنت إلى أن الشركة قد تضطر إلى تمرير بعض التكاليف الإضافية إلى العملاء، رغم تحذيرات ترامب السابقة بعدم رفع الأسعار، وفقا لوكالة “الأسوشيتد برس”.

وقال إرني تيديشي، مدير قسم الاقتصاد في مختبر الميزانية بجامعة ييل: “لقد كان لدينا تقرير وظائف جيد، وتقرير تضخم جيد، وهذا أمر رائع”. لكن هذا لا ينبغي أن يُطمئننا بشأن ما سيكون عليه الشهر المقبل، وخاصةً فيما يتعلق بالتضخم.

تأتي هذه التصريحات في وقت بدأت فيه متاجر “وولمارت” بالفعل برفع أسعار بعض المنتجات منذ أواخر أبريل، مشيرة إلى أن قدرتها على امتصاص التكاليف الإضافية محدودة.

وفي حين أكد بيسنت أن انخفاض أسعار الوقود قد يخفف من تأثير التضخم، إلا أن الخبراء الاقتصاديين يحذرون من أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى زيادة التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي.

لكن حتى مع انخفاض الرسوم الجمركية على الصين، أفاد مختبر الميزانية في جامعة ييل أن تكلفة حرب ترامب التجارية ستكون باهظة. فارتفاع الأسعار سيُقلل من القدرة الشرائية للأسرة المتوسطة بمقدار 2800 دولار. وسترتفع أسعار الأحذية بنسبة 15% والملابس بنسبة 14%.

وستُقلل الرسوم الجمركية من النمو الاقتصادي الأمريكي هذا العام بنسبة 0.7%، وستزيد معدل البطالة – الذي يبلغ الآن 4.2% – بنحو 0.4%.

وفرض ترامب ضرائب بنسبة 10% على الواردات من جميع دول العالم تقريبًا. كما فرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على السيارات والألمنيوم والصلب والعديد من الواردات من كندا والمكسيك.

وأشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، إلى أن الرسوم الجمركية الجديدة قد تؤدي إلى ارتفاع مؤقت في التضخم، مع احتمال أن تكون هذه التأثيرات أكثر استدامة مما هو متوقع. وأضاف أن هذه الرسوم قد تؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي الأمريكي.

من جهة أخرى، أظهرت استطلاعات الرأي أن غالبية الأمريكيين يتوقعون ارتفاع الأسعار نتيجة للرسوم الجمركية؛ مما يعكس تراجع الثقة في قدرة ترامب على تعزيز الاقتصاد.

وفي السياق، أشار تقرير من “أكسيوس” إلى أن توفيرات الأمريكيين من انخفاض أسعار الوقود لا تعوض الزيادات المحتملة في التكاليف الناتجة عن الرسوم الجمركية، حيث قد تصل التكاليف الإضافية إلى نحو 2300 دولار سنويا لكل أسرة.

على الصعيد الدولي، تباطأ الاقتصاد الصيني في أبريل، حيث تأثرت مبيعات التجزئة والاستثمار العقاري والإنتاج الصناعي سلبًا نتيجة الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.

وفي أوروبا، أدت الرسوم الجمركية الأمريكية إلى خفض التوقعات الاقتصادية، مما يسلط الضوء على التأثيرات العالمية للسياسات التجارية الأمريكية.

بينما يسعى ترامب إلى تعزيز التصنيع المحلي من خلال فرض رسوم جمركية مرتفعة، إلا أن هذه السياسات قد تؤدي إلى زيادة التكاليف على المستهلكين وتباطؤ النمو الاقتصادي؛ مما يثير تساؤلات حول فعالية هذه الاستراتيجية في تحقيق الأهداف الاقتصادية المرجوة.