أرباح محطات الطاقة الشمسية في أوروبا تصل إلى أدنى مستوى تاريخي لها

تراجعت أرباح محطات الطاقة الشمسية في أوروبا إلى مستويات قياسية، مما أثار مخاوف من أن التوسع الكبير في هذه الصناعة قد يؤدي إلى تدهور في العوائد، بحسب تقرير لوكالة بلومبرج.
وتظهر هذه التطورات بوضوح في إسبانيا، حيث بلغ متوسط ما يُعرف بـ”معدل الالتقاط” – وهو مؤشر رئيسي لقياس ربحية أصول الطاقة المتجددة – نحو 7% فقط حتى الآن خلال شهر مايو، مقارنة بـ43% تم تسجيلها خلال نفس الفترة من العام الماضي، وفقًا لبيانات بورصة لندن للأوراق المالية.
ومع امتداد موسم الطاقة الشمسية في أوروبا وطول فتراته، يتفاقم الوضع نتيجة تدفق كميات كبيرة من الطاقة الجديدة إلى الشبكات الكهربائية، مما يؤدي إلى إغراق الشبكة وتراجع العائدات المالية لشركات توليد الكهرباء، ويثير قلق المستثمرين، خاصة في كل من إسبانيا وفرنسا، حيث شهد الربيع الحالي فترات ممتدة من الأجواء الصافية والمشمسة.
وفي هذا السياق، قالت ناتالي جيرل، كبيرة محللي الطاقة في مجموعة لندن للطاقة الشمسية: “أكبر تحدٍ يواجه التوسع في مصادر الطاقة المتجددة هو انخفاض الربحية في قطاع الطاقة الشمسية”.
وشهدت إسبانيا نموًا كبيرًا في قدراتها على توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، حيث تجاوزت 50 جيجاوات – أي ما يعادل ستة أضعاف ما كانت عليه قبل عقد من الزمان، بحسب بيانات “بلومبرج إن إي إف”.
ويعكس هذا التوسع السريع اتجاهًا عامًا في أوروبا، مدفوعًا بالانخفاض الحاد في تكاليف إنتاج الألواح الشمسية. وفي فرنسا، تراجع معدل الالتقاط إلى 13% فقط، وهو أدنى مستوى مسجل على الإطلاق، رغم أن القدرة الإنتاجية هناك تضاعفت تقريبًا خمس مرات خلال نفس الفترة.
ومع تجاوز الإنتاج الطلب في كثير من الأحيان، باتت الشبكات الكهربائية تواجه صعوبات في استيعاب هذا الفائض، خاصة في ظل عدم مواكبة أنظمة البطاريات للتطور السريع في مصادر الطاقة المتجددة.
ونظرًا لصعوبة تخزين الطاقة الزائدة، يؤدي فائض العرض إلى انخفاض أسعار الكهرباء – وأحيانًا إلى مستويات سالبة.