عمالقة التكنولوجيا في الصين يكشفون عن خطة لمواجهة القيود الأمريكية على أشباه الموصلات

عمالقة التكنولوجيا في الصين يكشفون عن خطة لمواجهة القيود الأمريكية على أشباه الموصلات

كشفت شركتا “تينسنت” و”بايدو”، وهما من أكبر شركات التكنولوجيا الصينية، عن كيفية مواصلة مشاركتهما في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي رغم تشديد الولايات المتحدة القيود على تصدير بعض أنواع الرقائق.

وتتمثل استراتيجيات الشركات الصينية في تخزين وحدات المعالجة الرسومية مسبقاً، وتحسين كفاءة نماذج الذكاء الاصطناعي، واستخدام رقائق محلية الصنع، في محاولة للتغلب على القيود الأمريكية المتزايدة التي طالت شركات مثل “إنفيديا” و”إيه إم دي”، رغم إلغاء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إحدى القواعد المثيرة للجدل التي كانت سارية في عهد بايدن.

خلال مكالمة نتائج الأعمال الأخيرة، قال مارتن لاو، رئيس شركة “تينسنت”، إن الشركة تمتلك “مخزوناً قوياً” من الرقائق التي تم شراؤها سابقاً، في إشارة إلى وحدات المعالجة الرسومية الضرورية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة.

وأوضح أن الشركة قادرة على تحقيق نتائج جيدة باستخدام عدد أقل من هذه الوحدات، بعكس التصور السائد لدى الشركات الأمريكية بأن التوسع في وحدات المعالجة هو الحل الوحيد.
وأشار لاو إلى أن “تينسنت” تعمل على تحسين كفاءة البرمجيات، مما يسمح باستخدام نفس كمية الوحدات لتنفيذ المهام المطلوبة، بالإضافة إلى اللجوء لنماذج أصغر لا تحتاج إلى طاقة حسابية كبيرة، والاعتماد على رقائق مصممة محلياً داخل الصين.
أما شركة “بايدو”، فقد شددت على قوة بنيتها المتكاملة التي تجمع بين البنية السحابية والنماذج الذكية والتطبيقات، مثل روبوت المحادثة “إيرني”.
وأكد دو شين، رئيس قطاع الحوسبة السحابية لدى “بايدو”، أن امتلاك الشركة لكامل سلسلة التكنولوجيا يتيح لها بناء تطبيقات فعّالة رغم غياب الرقائق الأكثر تقدماً.
وأضاف شين أن التقدم المحرز في تطوير البرمجيات الصينية المحلية، إلى جانب الرقائق المصنعة محلياً، يمثلان قاعدة متينة للابتكار طويل الأمد في منظومة الذكاء الاصطناعي بالصين.
تسعى بكين منذ سنوات لتطوير منظومة أشباه الموصلات المحلية، من المواد الخام وحتى التصنيع والتغليف.
وبحسب جوراف جوبتا، محلل أشباه الموصلات في “جارتنر”، فإن الشركات الصينية أحرزت تقدماً متفاوتاً، لكن ثابتاً وملحوظاً، في هذا المسار، مشيراً إلى أن الرقائق المحلية قد لا تضاهي الأمريكية، لكنها تواصل التطور وتشكل بديلاً معقولاً.

يُذكر أن قيادات شركات أمريكية مثل “إنفيديا” عبّرت عن استيائها من القيود التصديرية، حيث وصفها الرئيس التنفيذي جنسن هوانج هذا الأسبوع بأنها “فاشلة”، مؤكداً أنها تضر بالمصالح الأمريكية أكثر من نظيرتها الصينية.