شركات البيع بالتجزئة في الولايات المتحدة تلجأ إلى عمليات الاستحواذ للتغلب على ضغوط الحروب التجارية في عهد ترامب

تدرس العديد من شركات التجزئة الأمريكية العملاقة التحول إلى شركات خاصة وقبول صفقات استحواذ هرباً من الضغوط المتصاعدة التي راكمتها ضغوط الحرب التجارية المتصاعدة، خصوصاً بسبب الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت صحيفة “إيكونوميك تايمز” الناطقة باللغة الإنجليزية، إن الصفقة الأخيرة التي أُعلنت في مطلع الشهر الجاري بقبول شركة “سكيتشرز” الأمريكية العملاقة المصنعة للأحذية، عرض الاستحواذ من شركة “3 جي كابيتال” الأمريكية البرازيلية، تعد خير مثال على ذلك التوجه الذي بات يراود شركات التجزئة الأمريكية التي شرعت في البحث عن ملاذ لها لتهرب من تقلبات السوق وعبء نتائج الأداء والتقارير ربع السنوية.
وأشارت إلى أن ملاك ومجالس إدارة شركات التجزئة الأمريكية التي تضررت أسهمها بسبب حرب ترامب التجارية باتوا يرحبون بحرارة بأي عرض شراء أو استحواذ للتخلص من حال انعدام اليقين والتقلبات والهشاشة.
وفي أعقاب الإعلان عن صفقة الاستحواذ على “سكيتشرز” وتحولها إلى شركة خاصة، يتوقع صناع الصفقات في العالم انخراط المزيد من شركات التجزئة في موجة من الصفقات لكي تصبح شركات خاصة على المدى القريب، ما لم يبادر ترامب على وجه السرعة في صياغة سياسة تجارية أكثر استقراراً، وذلك وفق لقاءات أجريت مع 10 من خبراء مصارف الاستثمار ومحاميي صفقات الاستحواذ والاندماج.
وقالوا إن شركات التجزئة على وجه الخصوص تضررت بشدة من التحولات المتسارعة في إعلانات ترامب عن الرسوم الجمركية، وأصيبت بأقصى درجات الارتباك والإحباط نظراً لعجزها عن تقديم مؤشرات بشأن المكاسب المرتقبة.
ونقلت الصحيفة عن مصدرين قريبي الصلة من صفقة الاستحواذ الأخيرة قولهما إن “سكيتشرز” دخلت في مباحثات مع شركة “3 جي كابيتال” الاستثمارية قبل فترة طويلة من هبوط قيمتها السوقية من أعلى مستوى بلغته في يناير حين سجلت 11.85 مليار دولار.
وتسبب طوفان إعلانات الرسوم الجمركية في ضرب قيمة الشركة في مقتل حيث تراجع إلى 7.4 مليار دولار بحلول نهاية أبريل .. وقد سحبت “سكيتشرز”، التي تُصنِّع غالبية منتجاتها في الصين وفيتنام، إرشادات مكاسبها لعام 2025 وتوقعاتها بسبب ما وصفته بـ”حالة انعدام اليقين لمؤشرات الاقتصاد الكلي الناجمة عن السياسات التجارية العالمية.”
أعلنت الشركة خططها في 5 مايو الجاري للبيع إلى “3 جي كابيتال”، عما أسمته صفقة التحول لشركة خاصة بقيمة 9.4 مليار دولار .. وبموجب الصفقة والبيع إلى شركة خاصة مثل “3 جي”، يتم إزالة أسهم الشركة من التداول العام، وهو ما يحمي مكاسبها من الفحص العام ويقي تقييمها من تحولات السوق غير المتوقعة.
وقالت مصادر إن هناك شركات تجزئة أخرى تدخل في محادثات في الوقت الحالي للبيع لشركات استثمارية وغيرها من الشركات.
وقال رئيس وحدة العملاء ومصارف التجزئة الاستثمارية في الأمريكيتين بمؤسسة “يو بي إس”، كورت أنتوني “إن الوتيرة الخطيرة لحالة عدم الاستقرار، والتقلبات، والتغيرات الكلية دفعت أعضاء مجالس الإدارة إلى الشروع في التفكير .. هل من الأفضل إدارة مثل هذا النشاط بشكل خاص حيث لا نُرغم على تقديم تقارير للمساهمين بصورة ربع سنوية، وحيث يمكننا السيطرة على قرارات المخصصات العملية والمالية والرأسمالية بشكل خاص؟’”.
وتشير الصحيفة إلى أن شركات التجزئة كانت الأكثر تضرراً بين الصناعات الأخرى، نظراً لأن الكثير منها يُصنِّع غالبية منتجاته عبر الحدود، واضطروا إلى سحب توقعاتهم وإرشاداتهم تجاه المكاسب المتوقعة وسط حالة الفوضى في السياسة الخارجية.
وبعد أن خفف ترامب من تصعيده للحرب التجارية، عاد ليطلق يوم الجمعة الماضي موجة جديدة من التهديدات برفع الرسوم الجمركية ضد شركة “أبل” والاتحاد الأوروبي، ما تسبب في أن الأسواق التي لم تلبث أن تلتقط أنفاسها، عادت إلى الارتباك والترنح مجدداً.
المصدر:
وكالة أنباء الشرق الأوسط