توقعات بإنفاق 230 مليار دولار على تقنية المعلومات في الشرق الأوسط بحلول 2025

توقعات بإنفاق 230 مليار دولار على تقنية المعلومات في الشرق الأوسط بحلول 2025

يموت: الهجمات الإلكترونية التي استهدفت مصر حملت خصائص متشابهة 

في قلب الأدغال الرقمية المتشابكة التي تهدد دول العالم يومًا بعد يوم، خرجت كاسبرسكي لحلول أمن المعلومات، من مؤتمرها الأخير في تايلاند بمجموعة من التحذيرات والإشادات اللافتة، وعلى رأسها ما يخص مصر، التي تصدرت المشهد كإحدى أقوى الدول في المنطقة من حيث التصدي للهجمات الإلكترونية المتصاعدة.

الشركة الروسية كشفت عبر خبرائها التقنيين على هامش النسخة العاشرة من أسبوع أمن المعلومات cybersecurity weekend الذي نظمته كاسبرسكي خلال الفترة من 22 إلى 25 مايو الحالي في مدينة بوكيت التايلاندية تحت شعار “securing your journey in ditigal jungle “، عن خريطة تهديدات متطورة، وأساليب اختراق أكثر تعقيدًا، لكنها في الوقت نفسه عرضت استراتيجيات أمل جديدة لتعزيز الدفاعات الرقمية للمؤسسات والأفراد في دول العالم.

مصر ضمن أفضل 12 دولة عالميًا في مؤشر الأمن السيبراني

أكد راشد المومني، مدير عام كاسبرسكي لمنطقة الشرق الأوسط ومصر ورواندا وباكستان، أن مصر تعتبر من أكبر الأسواق الإقليمية للشركة.

وأضاف لـ”البورصة”، أن كاسبرسكي تتعاون بشكل فعّال مع العديد من الهيئات الرقابية المحلية لتعزيز قدرات البلاد في مجال الأمن السيبراني.

وأشار إلى أن مصر صُنفت ضمن أفضل 12 دولة على مستوى العالم في مؤشر الأمن السيبراني الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات “ITU”، وهو ما يعكس تطور بنيتها الرقمية، لافتًا إلى أن شركته سجلت نموًا بنسبة 30% في أعمالها بمصر خلال 2024 مقارنة بالعام السابق.

شراكات استراتيجية وتعزيز القدرات المحلية
أوضح المومني، أن كاسبرسكي وقعت مذكرة تفاهم مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لتبادل المعلومات الأمنية بشأن التهديدات الإلكترونية، وتنظيم ورش تدريبية لتوعية الطلاب في المدارس والجامعات، كما تعمل الشركة على تطوير حلول تشغيلية جديدة محلية الصنع مخصصة للسوق المصري.

وأضاف أن الشركة تخطط لزيادة فريق عملها في مصر من 10 إلى 30 موظفًا خلال السنوات الثلاث القادمة، مما يعكس التزامها العميق بالتوسع في السوق المصري واستخدامه كنقطة ارتكاز لخدمة العملاء إقليميًا ودوليًا.

الهجمات تتزايد والنقص البشري خطر رئيسي

كشف المومني، أن 70% من الهجمات السيبرانية داخل المؤسسات ترجع لأخطاء بشرية نتيجة نقص الوعي والخبرة.
وأشار إلى أن شركته تصدت للعديد من الهجمات التى استهدفت 15% من عملاء كاسبرسكي في مصر خلال الربع الأول من 2025، خاصة في قطاعات مثل سلاسل التوريد والمؤسسات المالية.

وتوقع أن يصل حجم الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في المنطقة إلى 230 مليار دولار بنهاية 2025، منها 3.3 مليار دولار مخصصة لحلول أمن المعلومات، في ظل ازدياد التهديدات الرقمية ذات الدوافع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

تعقيد الهجمات وصعوبة تتبع الفاعلين

من جانبه أشار ماهر يموت، الباحث الأمني في كاسبرسكي، لـ”البورصة” إلى أن الهجمات التي استهدفت مصر مؤخرًا حملت خصائص متشابهة قد تشير إلى جهة واحدة تقف خلفها.

وأوضح أن تحديد هوية المهاجمين لايزال تحديًا صعبًا، خاصة مع استخدامهم أدوات متقدمة للتخفي.

وكشف أن 80 ـ 90% من عمليات الاختراق تحدث من خلال رسائل تصيد إلكتروني، عبر روابط مشبوهة أو باستخدام تقنيات “زيرو كليك” التي تنتشر دون تدخل المستخدم.

الذكاء الاصطناعي يدخل ساحة الجريمة الرقمية

وحذر أليكسي أنتونوف، قائد فريق أبحاث الذكاء الاصطناعي في كاسبرسكي، من تصاعد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي من قبل مجرمي الإنترنت.

وأوضح أن الخطر الحقيقي يكمن في وصول هذه الأدوات إلى “غير المحترفين”، مما يسهل تنفيذ هجمات مدمرة بأقل تكلفة.

وأشار إلى ظهور نماذج متطورة مثل “الذكاء الاصطناعي المظلم”، وهي أدوات لغوية ضخمة تُطوّر لأغراض إجرامية، مستشهدًا بمجموعة FunkSec التي استخدمت هذه النماذج لشن هجمات فدية مزدوجة بكفاءة عالية.

تعاون دولي مكثف لمواجهة الجريمة الإلكترونية

أكد المومني أن الشركة تعمل مع الإنتربول والأفريبول، وتمكنت من القبض على 100 مجرم إلكتروني خلال الفترة الماضية، كما أشار إلى أن الشركة تكشف يوميًا عن نحو 500 ألف ملف خبيث عالميًا.

تسريبات البيانات بين الحقيقة والتهويل

فيما يتعلق بالشائعات حول تسريب بيانات جهات محلية على الويب المظلم، أوضح المومني أن بعضها حقيقي لكنه مبالغ فيه، داعيًا إلى الحذر والتحقق من المعلومات وعدم الانسياق وراء الأخبار غير الموثوقة.