رسوم ترامب الجمركية ترفع أسعار القهوة والشوكولاتة في أمريكا

يواجه عشاق القهوة والشوكولاتة في الولايات المتحدة صدمةً كبيرة جراء التوقعات بارتفاع أسعار منتجاتهم المفضلة، في ظل استمرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فرض رسوم جمركية جديدة على واردات السلع من عدة دول رئيسية تُصدر المواد الخام اللازمة لهذه الصناعات.
وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية، تُعد الولايات المتحدة ثاني أكبر مستورد لحبوب القهوة في العالم. كما تستورد الشركات الأمريكية حبوب الكاكاو بقيمة 5 مليارات دولار سنويًا، وفقًا للوزارة نفسها.
وفي الوقت ذاته، عبر صُنّاع القهوة والحلويات في تقرير لشبكة “ABC News” الأمريكية عن قلقهم المتزايد من هذه السياسات التي تستهدف دولًا تعد مصدرًا رئيسيًا لحبوب الكاكاو والبن، في وقت لا تملك فيه الولايات المتحدة القدرة على إنتاج هذه المحاصيل محليًا، باستثناء كميات محدودة من البن تُزرع في هاواي وبورتو ريكو.
وأكد عدد من أصحاب المشاريع الصغيرة أن الزيادة المتوقعة في التكاليف ستضطرهم إلى رفع الأسعار على المستهلكين، رغم محاولاتهم المستمرة للحفاظ على قدرتهم التنافسية.
وأشار ماركوس ويلز، العامل في مقهى “فلووت كوفي” في هوليوود، إلى أن الرسوم التي تبلغ 10% على واردات البن من أمريكا الوسطى والجنوبية ستؤدي على الأرجح إلى رفع سعر فنجان القهوة بالنسبة للمستهلك.
وأضاف: “هذه السلع ببساطة لا يمكن إنتاجها داخل الولايات المتحدة، ومع ذلك تُفرض عليها رسوم وكأننا قادرون على تصنيعها”.
أما الرئيس التنفيذي لشركة “إكسبلورر كولد برو”، كاسون كرين، فرأى أن مهلة التسعين يومًا التي أعلن عنها ترامب لتعليق الرسوم على معظم الدول – باستثناء الصين – تمثل فرصة ثمينة للتفاوض على اتفاقات تقلل من حدة التأثير.
وأوضح أن القهوة كانت معفاة من الرسوم الجمركية في الولايات المتحدة منذ القرن التاسع عشر، مشيرًا إلى أن إنتاج البن المحلي لا يتجاوز نصف في المئة من الإنتاج العالمي.
وفي السياق نفسه، كشف كرين أن أسعار الزجاجات التي يستخدمها لتعبئة منتجاته ستشهد زيادة بنسبة 50% بسبب استيرادها من الصين، كما ستزيد تكلفة الشاي المستورد من الهند بنسبة 26%، بينما سترتفع أسعار القهوة القادمة من إثيوبيا وبيرو وكندا بنسبة 10%.
كما حذّر المستثمر الشهير بيل أكمان من أن العديد من الشركات الصغيرة قد تواجه الإفلاس إذا لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة لتخفيف آثار هذه السياسات، مستشهدًا برسائل تلقاها من شركات ناشئة تعبّر عن المخاوف ذاتها.
أما في نيوهامبشير، فأكد ريتشارد تانغو-لوي، صاحب متجر “دانسينغ ليون شوكولا”، أن شركته تعتمد على واردات من فيتنام وبوليفيا لتأمين حبوب الكاكاو، وهي بلدان مشمولة برسوم قد تصل إلى 46% في حال فشلها في التوصل إلى اتفاقات مع الإدارة الأمريكية.
وأوضح أن جزءًا كبيرًا من مواد التغليف يأتي من هونغ كونغ، ما يزيد من تعقيد التكاليف. قائلاً: “نبذل جهدنا للاعتماد على مصادر محلية، لكن الحقيقة أن كثيرًا مما نحتاجه ببساطة غير متوفر في السوق المحلي”.
وفي لوس أنجلوس، اتخذ أندرو سينكلير، صاحب مقهى “ماد لاب كوفي”، قرارًا مغايرًا، مؤكدًا أنه لن يرفع الأسعار رغم التحديات، حرصًا على زبائنه.
وأضاف: “إذا أصبح سعر فنجان القهوة 9 دولارات، فلن أراك كل يوم، وأنا أحب رؤيتك يوميًا”، وشدد على أهمية دعم المقاهي الصغيرة التي لا تملك نفس قدرة التفاوض مع الموردين كما تفعل الشركات الكبرى.
ويبدو أن السياسات التجارية الجديدة تُلقي بظلالها الثقيلة على سلسلة التوريد الغذائية في الولايات المتحدة، خاصة تلك المعتمدة على مواد خام لا يمكن إنتاجها محليًا، ما يضع الشركات الصغيرة أمام تحديات وجودية في ظل غياب حلول مرنة من صانعي القرار.
المصدر:
أ ش أ