الأسواق الأوروبية تتماسك قبل إعلان بيانات سوق العمل في الولايات المتحدة

الأسواق الأوروبية تتماسك قبل إعلان بيانات سوق العمل في الولايات المتحدة

استقرت الأسهم الأوروبية اليوم الجمعة، حيث أحجم المستثمرون عن اتخاذ رهانات كبيرة في انتظار صدور بيانات الوظائف الأمريكية المرتقبة، في ظل استمرار التوترات التجارية التي تضيف مزيدًا من الغموض إلى المشهد الاقتصادي.

وحافظ المؤشر الأوروبي العام “ستوكس 600” على استقراره عند مستوى 551.95 نقطة، وظل في طريقه لتحقيق مكاسب أسبوعية للأسبوع الثاني على التوالي، إذا استمر الزخم الحالي، بحسب وكالة رويترز.

ومن المنتظر أن تحدد بيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة مسار الأسواق خلال اليوم، إذ تساعد المستثمرين في تقييم تأثير السياسات التجارية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على سوق العمل، وما إذا كان مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيتخذ خطوات حذرة في ظل هذه الأوضاع غير المستقرة.

وقال محللون في “كومرتس بنك”: “في ظل سعي الفيدرالي للحصول على بيانات ملموسة حول تأثير الرسوم الجمركية على سوق العمل، فإن قراءة أعلى من التوقعات قد تعزز موقفه الحذر وتؤدي إلى ضغوط بيعية في الأسواق”.

وكان ترامب قد ضاعف هذا الأسبوع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم، مما زاد من حدة التوترات التجارية.

ورغم ذلك، ظل المستثمرون متفائلين بعد مؤشرات على احتمال تخفيف التوترات بين الولايات المتحدة والصين، عقب مكالمة هاتفية بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينج يوم الخميس.

وفي ذات اليوم، صرح المستشار الألماني فريدريش ميرتس بأن ألمانيا والولايات المتحدة تسعيان إلى تعزيز العلاقات التجارية، دون تقديم تفاصيل إضافية.

في غضون ذلك، طغت تصريحات رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد، التي أشارت إلى قرب انتهاء دورة التيسير النقدي، على قرار البنك بخفض أسعار الفائدة، مما دفع المستثمرين إلى تقليص توقعاتهم بشأن المزيد من التخفيضات.

كما يترقب المستثمرون ما إذا كان الخلاف العلني بين ترامب وإيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، قد تكون له تداعيات أوسع على الأسواق.

وقالت فيونا سينكوتا، كبيرة محللي السوق في “سيتي إندكس”: “تعليقات ماسك أمس بشأن أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب قد تدفع الولايات المتحدة إلى ركود في النصف الثاني من هذا العام، إلى جانب البيانات الاقتصادية الضعيفة هذا الأسبوع، دفعت المستثمرين إلى التريث”.

وفي السوق، عوّضت أسهم قطاعي الرعاية الصحية والطاقة التراجعات التي شهدتها أسهم قطاعي السلع الصناعية والخدمات وشركات التعدين.

وانخفضت أسهم شركتي الملابس الرياضية “أديداس” و”بوما” بنسبة 0.6% و1.4% على التوالي، عقب تراجع سهم نظيرتهما الأمريكية “لولوليمون أثليتيكا”.

وتراجع سهم “داسو سيستم” الفرنسية بنسبة 1.5% بعد أن مددت الشركة فترة تحقيق أهداف أرباحها المتوسطة الأجل لمدة عام إضافي.

كما هبط سهم “رينك” بنحو 5%، ليكون من بين الأسوأ أداءً على مؤشر ستوكس 600، بعد أن خفّضت “إكسان بي إن بي باريبا” تصنيف السهم من “محايد” إلى “أداء دون المتوقع”.

أما على صعيد البيانات الاقتصادية، فقد أظهرت الصادرات والإنتاج الصناعي في ألمانيا تراجعًا أكبر من المتوقع في شهر أبريل، في ظل انخفاض الطلب من الولايات المتحدة، عقب أشهر من الارتفاع الناتج عن مخاوف من فرض رسوم جمركية أمريكية.

وفي المملكة المتحدة، شهدت أسعار المنازل في مايو انخفاضًا أكبر من التوقعات.