رئيس قناة بنما ينبه من خطر على مبدأ الحياد عقب بيع ميناءين لتحالف دولي

حذر رئيس هيئة قناة بنما، ريكارت فاسكيز، من أن صفقة بيع ميناءين بالقرب من القناة إلى تحالف عالمي تقوده شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن “MSC”، تُهدد مبدأ الحياد الذي تتمسك به القناة.
وقال فاسكيز لصحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية اليوم الثلاثاء: “هناك خطر محتمل من تركز القدرة التشغيلية إذا تم تنفيذ الصفقة بالشكل الذي نفهمه حالياً”.
وأضاف: “إذا حدث تركّز كبير في مشغلي المحطات البحرية ضمن شركة شحن متكاملة واحدة، فسيكون ذلك على حساب تنافسية بنما في السوق، كما أنه يتعارض مع مبدأ الحياد”.
وفي ختام تصريحاته للصحيفة، دعا فاسكيز إلى أن تُشكل الصفقة فرصة لهيئة قناة بنما لتصبح مشغلاً للموانئ بنفسها، وذلك من خلال إعادة تفعيل مشروع بناء محطة شحن جديدة في ميناء كوروزال عند الطرف الهادئ من القناة.
وتُعد شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن من كبرى شركات الشحن البحري للحاويات في العالم.
وكانت شركة سي كي هاتشيسون (CK Hutchison) قد أكدت الشهر الماضي أن شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن، التي تملكها عائلة الملياردير الإيطالي جيانلويجي أبونتي، هي المستثمر الرئيسي في تحالف يسعى للاستحواذ على 43 ميناءً، من بينها ميناءان في بنما، في صفقة تقدر قيمتها بنحو 22.8 مليار دولار.
وجاء هذا التوضيح بعد أسابيع من التدقيق والانتقادات التي شهدتها الصين بشأن خطة “سي كي هاتشيسون” لبيع الموانئ إلى تحالف كانت تقوده سابقاً شركة الاستثمار الامريكية بلاك روك (BlackRock)، التي لا تزال جزءاً من التحالف الحالي.
وقد أثارت الصفقة أيضاً اهتمام الرئيس دونالد ترامب، الذي كرر رفضه لنفوذ الصين المتزايد في محيط قناة بنما، واعتبر الصفقة بمثابة “استعادة” للسيطرة على هذا الممر المائي الحيوي، بعد الإعلان الأول عنها.
وفي أبريل الماضي، أعلنت الهيئة الصينية المنظمة للأسواق أنها تراقب عن كثب صفقة “سي كي هاتشيسون”، وأكدت أن أطراف الصفقة يجب ألا تسعى للتهرب من مراجعة مكافحة الاحتكار.