الهجوم الإسرائيلي على إيران يؤثر على حركة الطيران في المنطقة الشرقية الأوسط

الهجوم الإسرائيلي على إيران يؤثر على حركة الطيران في المنطقة الشرقية الأوسط

تسببت التطورات العسكرية في المنطقة في اضطرابات واسعة بالمسارات الجوية، بعدما أغلقت كل من الأردن والعراق مجالهما الجوي مؤقتاً، ما أدى إلى تأجيل وإلغاء عدد من الرحلات الجوية، حسبما أفادت “بلومبرغ”.
 

وأعلنت شركة الخطوط الجوية السورية تعليق جميع الرحلات المقررة اليوم، الجمعة، من وإلى الإمارات والسعودية، مشيرة إلى أن القرار جاء نتيجة إغلاق الأجواء في الدول المجاورة، وأنها تتابع المستجدات أولاً بأول.

 

في مصر، ألغت شركة “مصر للطيران” ثلاث رحلات كانت متجهة إلى بغداد، وعمان، وبيروت. وذكرت وزارة الطيران المدني أنها رفعت حالة التأهب في مطار القاهرة وكافة المطارات المصرية تحسباً لاحتمال استقبال طائرات عابرة قد تضطر لتغيير مساراتها أو الهبوط اضطرارياً.

 

كما استقبل مطار القاهرة الدولي 9 طائرات أجنبية بغرض التزود بالوقود، بعد تعديل مساراتها نتيجة إغلاق بعض المجالات الجوية.

 

وفي الإمارات، أعلنت شركة “طيران الإمارات” إلغاء رحلاتها إلى العراق، الأردن، لبنان، وإيران، بما في ذلك الرحلات المقررة إلى طهران ليوم غد، مشيرة إلى أن القرار يأتي ضمن إجراءات السلامة بعد الهجوم الإسرائيلي وتحسباً لرد إيراني متوقع، كما ألغت فلاي دبي بعضاً من رحلاتها.

 

وأعلنت أيضاً الخطوط الجوية القطرية أن رحلاتها الجوية إلى إيران والعراق قد عُلّقت بشكل مؤقت بسبب الوضع الحالي في المنطقة.

 

وأوقفت “إلعال” الإسرائيلية جميع الرحلات المغادرة من تل أبيب وحولت مسارات الرحلات العائدة. وأعلنت “إير فرانس” تعليق رحلاتها بين باريس وتل أبيب حتى إشعار آخر.

 

تمثل الهجمات الأخيرة تصعيداً كبيراً في المواجهة بين إسرائيل وإيران، مع تحذيرات من أنها قد تشعل حرباً أوسع في الشرق الأوسط، في وقت تتعرض فيه شركات الطيران العالمية لضغوط متزايدة جراء إغلاق المجالات الجوية وتضييق ممرات الطيران.

 

اضطرت شركات الطيران، التي باتت تواجه تضييقاً في مساراتها الجوية بشكل متكرر خلال السنوات الأخيرة، إلى اعتماد طرق التفافية تزيد من استهلاك الوقود وتُطيل زمن الرحلات وتُربك الجداول التشغيلية.

 

ضغوط جغرافية متزايدة
 

في الأسابيع الأخيرة، واجهت شركات الطيران تحديات في التحليق فوق باكستان والهند إثر اندلاع اشتباك دموي قصير بين البلدين، كما لجأت شركات أخرى إلى إلغاء أو تعديل مساراتها فوق روسيا، مع تصاعد الهجمات بالطائرات المسيرة قرب موسكو.

 

تراجعت أسهم شركات الطيران في أوروبا والشرق الأوسط بفعل هذه المستجدات، حيث انخفض سهم الخطوط الجوية التركية بنسبة 4.4% في إسطنبول، وسجّل سهم “لوفتهانزا” و”إير فرانس-كيه إل إم” خسائر تفوق 3%. كما تراجع سهم “إلعال” الإسرائيلية بنسبة 1.9%.

 

ضربة مزدوجة لـ”إير إنديا”
 

تكبّدت “إير إنديا” مزيداً من الخسائر، إذ تمرّ بعض خطوطها فوق إيران، وأُجبرت على اعتماد مسارات أطول بعد إغلاق الأجواء بين إسرائيل وإيران. ويأتي ذلك في وقت عصيب للشركة بعد تحطم إحدى طائراتها يوم الخميس، ما أسفر عن مقتل 241 شخصاً من أصل 242 كانوا على متنها.

 

وكتب محللو “بلومبرغ إنتليجنس”، إريك زو وجورج فيرغسون، أن الإغلاقات الجديدة ستُعمق معاناة الشركة، مؤكدين أن المسارات المتأثرة تُشكل نحو ثلث طاقتها الدولية، وقد تزيد المسافة والزمن بين دلهي وباريس بنسبة تصل إلى 15%.

 

تداعيات إقليمية على الطيران
 

يمثل المجال الجوي فوق العراق وإيران ممراً حيوياً لشركات الطيران الخليجية المتجهة إلى روسيا والأميركيتين، وكذلك للرحلات بين أوروبا وآسيا لشركات محظورة من التحليق فوق روسيا.

 

يُذكر أن التصعيد بين إيران وإسرائيل بلغ ذروته في أبريل 2024، حين نفذت طهران هجوماً صاروخياً انتقامياً على تل أبيب، أعقبه فرض قيود على الطيران وتحويلات في المسارات، وهي نمط من الاضطرابات يتكرر مع كل جولة من المواجهات بين الطرفين.