منتجو الياسمين في محافظة الغربية يطالبون الحكومة بتدخل سريع لوقف احتكار المصانع وغياب التسعير العادل.

في صرخة مدوية أطلقها المهندس محمد عبد الكريم النجار، أحد كبار منتجي الياسمين بقرية شبرا بلولة بمحافظة الغربية، والتي تعد قلب إنتاج ياسمين مصر الخام، وأكد أن الفلاحين يعيشون أوضاعًا مأساوية رغم أنهم ينتجون سلعة تُستخدم في أفخر عطور العالم وتباع بأسعار خيالية في الأسواق الدولية.
وتعد قرية شبرا بلولة، التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية، مركزًا عالميًا لإنتاج زهرة الياسمين، حيث تساهم بما يزيد عن 70% من الإنتاج العالمي للياسمين الخام عالي الجودة، الذي يستخدم في صناعة العطور الفرنسية والعالمية مثل “شانيل” و”ديور” وغيرها.
ورغم هذه الأهمية العالمية، يعاني المزارعون من احتكار المصانع وغياب التسعير العادل، مما يدفع الكثيرين لهجر هذه الزراعة الثمينة.
وكشف “النجار” لـ “البوصلة نيوز” اليوم الأحد أن طن زهور الياسمين ينتج حوالي 2.8 كجم من عجينة الياسمين، ويبلغ سعر الكيلو عالميًا ما بين 3650 إلى 4000 دولار، ما يعني أن الطن الواحد تصل قيمته بعد التصنيع لأكثر من 560 ألف جنيه مصري بسعر الدولار الحالي.
ورغم هذا العائد الضخم، يتم شراء الكيلو من الفلاح في مصر بأقل من 10 جنيهات فقط، مما يجعل الفلاحين “يبيعون الذهب بالتراب”.
وفقًا لدراسة حسابية طرحها المهندس محمد النجار، فإن التكلفة العادلة لشراء كيلو الزهر من الفلاح يجب ألا تقل عن 200 جنيه، تضاف إليها تكلفة التصنيع والعمالة بنحو 100 جنيه، ليكون إجمالي تكلفة الكيلو بعد التقطير 300 جنيه فقط، بينما يبلغ العائد النهائي من بيعه أكثر من 560 جنيهًا، أي أن المصنع يربح أكثر من 50% صافي ربح دون أي مجهود زراعي أو صحي أو ليلي كما يتحمل الفلاح البسيط.
وطالب “النجار” وزارة الزراعة بضرورة تأسيس جمعية تعاونية لمنتجي الياسمين بقرية شبرا بلولة، مع دعم وحدة تقطير محلية، وتمكين الفلاح من تصدير المنتج مباشرة دون وسطاء، وكسر احتكار المصانع التي تتحكم بالسوق وتشتري المحصول بأسعار زهيدة.
وأوضح أن إنشاء وحدة تقطير صغيرة بتكلفة لا تتجاوز 1.1 مليون جنيه يمكن أن تدر عوائد تتجاوز 1.8 مليون جنيه شهريًا من 10 أطنان فقط من زهور الياسمين، ما يعزز من دخل الفلاحين ويعيد لهذه الزراعة قيمتها الاقتصادية.
ووجه المهندس محمد عبد الكريم النجار نداءًا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة والوزراء المعنيين، مطالبًا بـ:
1. تسعير عادل لا يقل عن 200 جنيه للكيلو.
2. كسر الاحتكار وفتح باب التصدير المباشر.
3. دعم وحدات التقطير التعاونية في القرى.
4. تحقيق عاجل في ممارسات مصانع العطور التي تستغل الفلاحين.
وأكد أن التاريخ لن ينسى من أنقذ زهرة الياسمين من الاندثار، أو من تركها تذبل في صمت، مطالبًا بتحرك فوري لإنقاذ هذا المنتج الوطني النادر الذي يدخل عملة صعبة إلى الاقتصاد المصري.