“الزراعة”: يجب استيراد العجول الحوامل من مصادر موثوقة لحماية المربين واستثماراتهم

أكد الدكتور مصطفى خليل، مستشار مشروعات الإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة، أن تأسيس قطيع ألبان ناجح أو إحلال بعض أفراد القطيع القائم لا بد أن يبدأ بخطوة دقيقة ومحسوبة، وهي شراء عجلات عشار من مصدر مؤسسي موثوق، مؤكدًا أن هذا القرار ليس مجرد عملية تجارية، بل استثمار كبير يتطلب ضمانات علمية وصحية صارمة، نظرًا لما تتكلفه هذه المشروعات من أموال وجهد كبيرين.
وأوضح أن العجلات العشار المستوردة – خاصة من أوروبا تمر بسلسلة من الإجراءات الصارمة تحت إشراف أربع جهات رقابية رئيسية، هي:
1- الإدارة المركزية للحجر البيطري.
2- معهد بحوث الصحة الحيوانية.
3- معهد بحوث التناسليات الحيوانية.
4- هيئة الطاقة الذرية.
وأضاف خليل أن العجلات، التي يصل عمرها غالبًا إلى 7 أشهر (210 يومًا)، تخضع بمجرد وصولها إلى الفحص الظاهري والتحصينات الأولية، ثم يتم نقلها مباشرة إلى المحجر البيطري لمدة لا تقل عن 21 يومًا.
وتسبق عملية الاستيراد تجهيزات دقيقة، تشمل التأكد من الأوراق الرسمية المعتمدة (شهادة صحية، شهادة منشأ، نتائج فحوصات الأمراض)، وتوفير أماكن إيواء مطابقة للمواصفات، بالإضافة إلى تنسيق كامل مع الجهات المعنية بميناء الوصول (مثل الإسكندرية).
وأوضح “خليل” أن برنامج التغذية داخل المحجر يتدرج من عليقة هضمية سهلة في الأيام الأولى إلى نظام TMR متوازن لاحقًا، يتضمن (الدريس، التبن، السيلاج، العلف المركز بنسبة 18%)، إلى جانب إمداد دائم بمياه نظيفة، وإضافة أملاح معدنية وفيتامينات تحت إشراف استشاري تغذية.
ويخضع الحيوان خلال فترة الحجر لبرنامج علاجي وتحصيني صارم، يشمل حقن إيفرمكتين، والتحصين ضد الحمى القلاعية، وحمى الوادي المتصدع، والتسمم الدموي، والتسمم المعوي، بالإضافة إلى مضادات حيوية عند ظهور أي أعراض تنفسية.
وأشار “خليل” إلى أن الجهات الرقابية تُجري اختبارات معملية شاملة، منها:
– فحوصات البروسيلا والسل البقري والحمى المالطية (معهد بحوث الصحة الحيوانية).
ـ فحص الحمل وسلامة الأعضاء التناسلية بالسونار (معهد بحوث التناسليات).
– تحليل بقايا الإشعاع والمعادن الثقيلة (هيئة الطاقة الذرية).
توثيق ومطابقة الفحوصات واستصدار الإفراج النهائي (الحجر البيطري).
وأعلن “خليل” أن الجمعية التعاونية العامة لتنمية الثروة الحيوانية ومنتجاتها بدأت بالفعل استقبال طلبات الحجز على دفعة جديدة من العجلات العشار الألمانية، والتي تتميز بـ: إنتاج غزير من الألبان أطول فترة إنتاج لبن مناعة عالية ضد الأمراض سهولة الولادة مقاومة لأمراض الحافر تحمل ممتاز للبيئة المصرية محصنة ضد كل الأمراض السيادية.
واختتم “خليل” أن هذا النموذج من الاستيراد المؤسسي هو الضمان الحقيقي لحماية أموال المربين، وتقديم حيوانات جاهزة للإنتاج، خالية من الأمراض، وذات صفات وراثية عالية، مما يسهم في تطوير صناعة الألبان في مصر بشكل حقيقي وفعال.