رسوم ترامب قد تلتهم 1.5 مليار دولار من أرباح "فورد"

رسوم ترامب قد تلتهم 1.5 مليار دولار من أرباح "فورد"

علّقت شركة “فورد موتور” توجيهاتها المالية للعام الحالي بأكمله، وأعلنت أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على السيارات ستؤثر سلبًا على أرباحها، لتنضم بذلك إلى قائمة من الشركات المنافسة التي تضررت من سياسات التجارة العالمية المتقلبة.

قالت الشركة، إن الرسوم من المتوقع أن تقلص أرباحها المعدّلة قبل احتساب الفوائد والضرائب لعام 2025 بنحو 1.5 مليار دولار على أساس صافٍ، وذلك خلال إعلانها أرباح الربع الأول التي جاءت أعلى من التوقعات، وفق ما أفادت “بلومبرغ”.

وأوضحت “فورد” أن إجمالي تأثير الرسوم يبلغ نحو 2.5 مليار دولار، وأنها قد تتمكن من تعويض مليار دولار منها من خلال إجراءات، مثل: استخدام ما يُعرف بالنقل المقيَّد، أي نقل البضائع تحت الرقابة الجمركية، لحماية بعض الأجزاء من الرسوم أثناء عبورها الحدود الدولية، بحسب ما صرحت به المديرة المالية شيري هاوس للصحفيين.

وأشارت “فورد” إلى 7 عوامل دفعتها لسحب توقعاتها السابقة التي كانت تشير إلى إمكانية تحقيق ما يصل إلى 8.5 مليار دولار من الأرباح المعدّلة قبل الفوائد والضرائب هذا العام، من بينها احتمال “اضطراب سلاسل التوريد على مستوى الصناعة” بسبب رسوم ترامب، والمخاطر المرتبطة باحتمال ارتفاع هذه الرسوم مستقبلًا.

تراجع الأسهم

تراجعت أسهم “فورد” بنسبة 2.8% خلال التداولات الممتدة يوم الإثنين، وكانت أسهم الشركة ارتفعت بنسبة 3.8% منذ بداية العام حتى إغلاق يوم الجمعة، مقارنة بانخفاض نسبته 3.3% لمؤشر “ستاندرد أند بورز 500″، وتعتزم الشركة إصدار توجيه مالي جديد عند إعلان نتائج الربع الثاني.

تُعد “فورد” أحدث شركة تصنيع سيارات تشير إلى التكاليف الباهظة التي تسببت بها سياسات ترمب المتغيرة والهادفة لإعادة تشكيل مسارات التجارة العالمية. 

وكان ترامب صرح بأن الرسوم الجمركية بنسبة 25% المفروضة على السيارات المستوردة وقطع الغيار ضرورية لجذب المزيد من الإنتاج والوظائف إلى داخل الولايات المتحدة، إلا أن شركات صناعة السيارات حذرت من أن هذه الرسوم الواسعة وطويلة الأمد سترفع التكاليف وتهدد الوظائف، بل وقد تؤدي إلى ارتفاع أسعار السيارات الجديدة التي باتت تقترب من 50,000 دولار في المتوسط.

كان الرئيس التنفيذي لشركة “فورد”، جيم فارلي، قال الأسبوع الماضي، إن الشركة لن ترفع أسعار سياراتها في الوقت الراهن، حتى ترى كيف ستتصرف الشركات المنافسة تجاه التكاليف الناتجة عن الرسوم.

خسائر رغم الإعفاءات

تأتي الخسارة المتوقعة البالغة 1.5 مليار دولار على الرغم من التخفيفات التي مُنحت لشركات السيارات الأسبوع الماضي، حيث أعفت إدارة ترامب واردات السيارات من الرسوم الإضافية المفروضة على سلع أخرى، مثل: الفولاذ والألومنيوم.

كما أعلن البيت الأبيض أن الرسوم الجمركية على قطع غيار السيارات سيتم تطبيقها بشكل تدريجي على مدى عامين، لإتاحة الوقت أمام الشركات لنقل الإنتاج إلى داخل الولايات المتحدة.

ووصفت هاوس إجراءات البيت الأبيض المعلنة الأسبوع الماضي بأنها “خطوات مهمة إلى الأمام”، لكنها أشارت خلال اتصال هاتفي مع الصحفيين يوم الإثنين إلى أن سياسة التجارة لا تزال غير مستقرة، وأضافت أن “فورد” تنتظر أيضًا معرفة ما إذا كانت الشركة ستحصل على خصم أو إعفاءات بناءً على المكوّنات الأمريكية الموجودة في السيارات المستوردة من المكسيك.

وتُعتبر “فورد” أقل تأثرًا بالرسوم من منافسيها في ديترويت، نظرًا لأن الشركة التي تتخذ من ديربورن بولاية ميشيغان مقرًّا لها، تصنّع 80% من السيارات التي تبيعها في الولايات المتحدة محليًّا.

وكانت “جنرال موتورز” خفضت توقعاتها للأرباح الأسبوع الماضي، وقالت إن تعرضها للرسوم الجمركية قد يصل إلى 5 مليارات دولار، كما أعلنت الشركة في 2 مايو تقليصها الوظائف والإنتاج في مصنع كندي يُنتج شاحنات “شيفروليه سيلفرادو”، وذلك مع نقل إنتاج هذه الطرازات إلى مصنع في ولاية إنديانا.

تحديات أخرى

تواجه “فورد” تحديات أخرى، مثل: ارتفاع تكاليف الضمان ونفقات أخرى، بما في ذلك خسائر متوقعة في قطاع السيارات الكهربائية قد تصل إلى 5.5 مليار دولار هذا العام، كما أثّرت تكاليف إطلاق الإصدارات المعاد تصميمها من سيارتي “إكسبيديشن” و”لينكولن نافيغيتور” الرياضية متعددة الاستخدامات خلال الربع الأول على الأرباح.

وسجلت “فورد” ربحًا معدّلًا في الربع الأول بلغ 14 سنتًا للسهم، متجاوزة التوقعات التي كانت تشير إلى خسارة قدرها 4 سنتات للسهم.

أما “فورد بلو”، الوحدة المسئولة عن إنتاج السيارات التقليدية التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي والهجينة، فقد تراجعت أرباحها قبل الفوائد والضرائب إلى 96 مليون دولار مقارنة بـ901 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، تحت ضغط تكاليف إطلاق طرازَي “إكسبيديشن” و”نافيغيتور”، ومع ذلك، جاءت النتائج أفضل من توقعات وول ستريت التي أشارت إلى خسارة قدرها 288 مليون دولار.

وسجلت “فورد برو”، الوحدة المتخصصة في المركبات التجارية، والتي تعدّ من أكثر أقسام الشركة ربحية، أرباحًا قبل الفوائد والضرائب بلغت 1.3 مليار دولار، بما يتماشى تقريبًا مع توقعات المحللين.

أما وحدة السيارات الكهربائية “موديل إي”، فقد سجلت خسارة في الربع الأول قبل الفوائد والضرائب بلغت 849 مليون دولار، وهو رقم أفضل من العجز البالغ 1.4 مليار دولار الذي توقعه المحللون، وارتفعت مبيعات “فورد” من السيارات الكهربائية بنسبة 11.5% خلال الربع الأول، لكنها لا تزال تمثل 4.5% فقط من إجمالي تسليمات الشركة.