ارتفاع أسعار النفط مع التمهيد نحو خفض التصعيد التجاري والمزيد من حزم التحفيز الصينية

ارتفعت أسعار النفط بقرابة 2% اليوم وذلك عبر خامي برنت وغرب تكساس الوسيط، وهذا ما يمثل الجلسة الثالثة على التوالي من الارتفاع.
مكاسب النفط تتجدد اليوم مع التفاؤل بالمزيد من خفض تصعيد الحرب التجاري وهذه المرة مع الصين وذلك بعد الإعلان عن بداية المفاوضات على اتفاق تجاري إضافة إلى حزم الدعم النقدية التي أعلن عنها بنك الشعب الصيني، وفق تحليل سامر حسن محلل الأسواق العالمية.
هذا ما يقلص من المخاوف حول إمكانية خروج حرب التعرفات الجمركية عن السيطرة لما كان ليمتد إلى أوسع من حرب تجارية. كما أن حزم الدعم الحكومية الصينية من شأنها أن تقدم المزيد من الدعم للاقتصاد المحلي الذي يعاني من ضعف الطلب الداخلي، في حين أن انتعاش التفاؤل حول نمو الاقتصاد عادة ما ينعكس إيجاباً على أسعار النفط. حيث قد ذكرت التقارير مراراً، سواء من منظمة الدول المصدر للنفط أم وكالة الطاقة الدولية، أن الصين هي التي تقود نمو الطلب على النفط الخام – هذا ما يتطلب دفع النمو الاقتصادي في المقام الأول.
شملت حزم التحفيز خفض سعر الفائدة وخفض متطلبات الاحتياطي الإلزامي ودعم للشركات المتضررة من التعرفات وغيرها من الإجراءات النقدية
في المقابل، لطالما تم التقليل من أهمية الإجراءات النقدية في تحفيز الاقتصاد الذي يتطلب دفع نموه المساعدة المالية والتنظيمية أكثر منها النقدية، وفق أراء الخبراء وكتاب الرأي.
أما على جانب الصراع التجاري، سيلتقي وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت والممثل التجاري جيميسون جرير مع المسؤولين الصينين غداً الخميس للتفاوض بشأن اتفاق التجاري. في حين أن هذا التواصل المباشر على هذا المستوى هو الأول من نوعه منذ بداية حرب التعرفات.
أما على الجانب الجيوسياسي، فقد تفجر الصراع مجدداً ما بين الهند وباكستان وشمل استخدام الطيران الحربي والصواريخ البالستية. في حين لا يبدوا أن هذا الصراع قد يهدد إمدادات النفط الخام والغاز في آسيا، ذلك أن كلا البلدين هم مستوردين صافيين للنفط كما أن خطوط الإمداد الرئيسية لا تمر عبر البلدين – تمر من روسيا عبر كازاخستان إلى الصين. كما أن نطاق الصراع الحلي بعيد عن الخطوط الملاحية الرئيسية.
إلا أن اتساع الصراع وتحوله إلى حرب شاملة – ليست نووية – ذات أفق زمني طويل قد لن يدفع أسعار الخام للارتفاع، وإنما قد تتجه إلى الانخفاض مع الضعف الاقتصادي الذي قد يحل بالبلدين والذي قد يتسبب بإضعاف الطلب. في حين أن الهندي هي ثالث أكبر مستورد للخام في العالم.
في الوقت نفسه، تتجه الأنظار نحو اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، حيث من المتوقع الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير. ومع ذلك، ستركز الأسواق على نبرة رئيس الفيدرالي جيروم باول في كلمته اللاحقة، فإذا حافظ على لهجته المتشددة بسبب مخاوف التضخم وتداعيات الحرب التجارية، فقد يجدد الضغط على سعر الخام للتراجع ويُضعف التوقعات بخفض أسعار الفائدة قريباً.