الحرب تدفع البنوك الأجنبية للتخلص من السندات الهندية

الحرب تدفع البنوك الأجنبية للتخلص من السندات الهندية

باعت البنوك الأجنبية كمية قياسية من السندات الحكومية الهندية يوم الخميس، في ظل تصاعد النزاع الحدودي مع باكستان، ما ألقى بظلاله على معنويات المستثمرين، وفق ما أفادت “بلومبرغ”.
 

وبلغ صافي المبيعات من السندات 106.3 مليار روبية (1.2 مليار دولار)، وهو أعلى مستوى يُسجّل وفقاً لبيانات شركة “كليرينغ كوربوريشن أوف إنديا” منذ عام 2006.

 

وتُشير هذه الخطوة إلى تزايد القلق من تأثير تصاعد التوترات مع باكستان على الأسواق، رغم أن التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الهندي توفر بعض الدعم للمستثمرين. كما أن هذه التطورات تُقوّض جاذبية الهند كوجهة استثمارية آمنة نسبياً في ظل حالة عدم اليقين التجاري العالمي.

 

وقال ناغاراج كولكارني، الشريك المشارك لرئيس قسم أسعار الفائدة في آسيا (باستثناء الصين) في بنك ستاندرد تشارترد: “رغم أن الأسس الاقتصادية الكلية في الهند تدعم السندات الحكومية، فإن المعنويات وتدفقات الاستثمار في المدى القريب ستعتمد على تطورات النزاع الهندي-الباكستاني”. وأضاف أن البنك لا يزال متمسكاً بتوصيته بشراء السندات الحكومية لأجل خمس سنوات.

 

آلية تداول البنوك الأجنبية
 

وتشتري البنوك الأجنبية السندات نيابة عن عملائها، وأيضاً لحسابات التداول الخاصة بها. وبما أن هذه البنوك تعمل داخل الهند، فإن ذلك لا يؤدي إلى تدفقات خارجية من الدولارات ما لم تتم الصفقات لصالح عملاء أجانب. وقد كانت الصناديق الأجنبية بائعاً محدوداً للسندات الهندية منذ اندلاع النزاع، حيث بلغت مبيعاتها الصافية من السندات القابلة للإدراج في المؤشرات نحو 10 مليارات روبية (117 مليون دولار).

 

وتراجعت الأسهم والسندات الهندية لليوم الثاني على التوالي. وارتفع العائد على السندات القياسية لأجل عشر سنوات، والذي كان قد انخفض بنحو 30 نقطة أساس منذ خفض أسعار الفائدة في فبراير، بحوالي 9 نقاط أساس خلال يومين. فيما استقر سعر صرف الروبية بعد تراجعه الحاد خلال تعاملات الخميس، وهو الأسوأ منذ عام 2022.

 

تبديد المكاسب الأخيرة
 

وقد تسببت الأحداث الأخيرة في عكس المكاسب التي سجلتها السندات الهندية مؤخراً، والتي كانت مدفوعة بضخ السيولة من البنك المركزي وخفض أسعار الفائدة. ومع ذلك، تُظهر التجارب السابقة أن المناوشات الحدودية نادراً ما يكون لها تأثير طويل الأمد على الأسواق الهندية.

 

وأشار كاوشيك داس، كبير الاقتصاديين في “دويتشه بنك” في مومباي، في مذكرة بحثية، إلى أن النزاع سيؤدي على الأرجح إلى ارتفاع علاوات المخاطر، لكنه استبعد أن يتطور الموقف إلى ما هو خارج السيطرة، متوقعاً أن يتدخل البنك المركزي “للتصدي للتقلبات”.

 

وكان بنك الاحتياطي الهندي قد أفاد، وفقاً لمصادر مطّلعة، بأنه لا يتوقع تقلبات حادة في الروبية، لكنه مستعد لاستخدام احتياطياته من العملات الأجنبية للحفاظ على استقرار العملة مع تصاعد التوترات مع باكستان.