المركزي الهندي يعتزم التدخل لدعم الروبية وسط توترات الحرب

المركزي الهندي يعتزم التدخل لدعم الروبية وسط توترات الحرب

لا يتوقع البنك المركزي الهندي تقلبات حادة في قيمة الروبية، إلا أنه مستعد لاستخدام احتياطياته من العملات الأجنبية للحفاظ على استقرار العملة، في ظل تصاعد التوترات مع باكستان، بحسب ما أفاد به أشخاص مطّلعون على الأمر.
 

وأشار هؤلاء الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لحساسية المسألة، إلى أن تدخل البنك في سوق العملات قد يحدث بشكل محدود لتخفيف حدة التقلبات، لكنه لن يستهدف مستوى معيّناً للروبية. وأضاف أحدهم أن بنك الاحتياطي الهندي يراقب عن كثب ما إذا كانت هناك مراكز مضاربة تُبنى، ولن يتردد في التدخل لكسرها، وفق ما أفادت “بلومبرغ”.

 

امتناع عن دعم الروبية
 

حتى الآن، امتنع البنك عن اتخاذ خطوات حاسمة لدعم العملة منذ اندلاع النزاع الحدودي بين الهند وباكستان في وقت سابق من هذا الأسبوع، رغم تراجع الروبية بنسبة تزيد عن 1% مقابل الدولار خلال تعاملات يوم الخميس، وهو أكبر انخفاض خلال يوم واحد منذ ثلاث سنوات. ويُرجَّح أن هذا التريث نابع من الاعتقاد بأن ضعف العملة يوم الخميس كان مدفوعاً في المقام الأول بقوة الدولار عالمياً، بحسب أحد المصادر.

 

تدخلات مفاجئة سابقة
 

ومع ذلك، استخدم البنك في السابق تدخلاً مفاجئاً للحد من المضاربات، مما فاجأ المتداولين الذين توقعوا أن يتبنى المحافظ سانجاي مالهوترا، الذي تولّى منصبه في ديسمبر الماضي، نهجاً أقل تدخلاً.

 

وقال ديبندرا كومار داش، متداول الدخل الثابت في بنك “إيه يو سمول فاينانس بنك” “AU Small Finance Bank”، إن تراجع الروبية قد يساعد على تعزيز تنافسية الصادرات الهندية في بيئة تجارية غير مستقرة، خصوصاً في ظل ارتفاع قيمة عملات أخرى في المنطقة مقابل الدولار. وقد تراجع سعر صرف الروبية إلى مستوى قياسي بلغ 87.96 مقابل الدولار خلال تعاملات فبراير، قبل أن يغلق عند 85.3750 يوم الجمعة، أي بارتفاع بنسبة 0.4% عن الإغلاق السابق، وسط تدخل محتمل من البنك المركزي.

 

وقال داش: “تراجع الروبية لن يُشكل مصدر قلق كبير للبنك المركزي، بالعملة لا تزال أقوى بكثير مما كانت عليه قبل عدة أشهر. سيواصل البنك التدخل للحد من التقلبات، لكنه قد لا يسعى بقوة لكبح التراجع خلال الشهرين إلى الثلاثة أشهر المقبلة”.

 

احتياطيات كافية لدعم العملة
 

وأشار أحد المصادر إلى أن احتياطيات الهند من العملات الأجنبية، التي تبلغ 690 مليار دولار، كافية لدعم الروبية لفترة ممتدة، إلا أن البنك المركزي لا يخطط لدعم العملة بشكل مصطنع.

 

وأفاد الأشخاص المطّلعون بأن مسؤولي وزارة المالية والبنك المركزي يراقبون الوضع المتغير عن كثب، وسيبقون على استعداد للتحرك بسرعة لتلبية احتياجات السوق.

 

ولم يصدر أي تعليق من وزارة المالية أو البنك المركزي الهندي رداً على طلبات التعليق.