اللحوم والخضراوات والفواكه تنتظر تهدئة قبل عيد الأضحى المبارك

اللحوم والخضراوات والفواكه تنتظر تهدئة قبل عيد الأضحى المبارك

رئيس شعبة الدواجن: رفع الوقود له انعكاسات سعرية قد تمتد لفترة

المدثر للإنتاج الحيواني: تكلفة النقل ارتفعت بنسبة تتجاوز الـ 10% منذ إعلان الزيادة الأخيرة

استشاري زراعي: دراس فدان القمح يقفز 750 جنيهًا بعد زيادة السولار

تشهد القطاعات الزراعية والإنتاج الحيواني والداجني حالة من الترقب والتأثر المباشر بعد الزيادة الأخيرة في أسعار المحروقات، والتي انعكست على تكاليف النقل والتشغيل بشكل سريع، وبينما بدأت آثار الارتفاع تظهر تدريجيًا على أسعار بعض السلع، مع توقعات بمزيدٍ من الزيادات خلال الفترة المقبلة، خصوصًا مع اقتراب موسم عيد الأضحى ودخول فصل الصيف، ما يهدد بموجة تضخم جديدة في أسعار اللحوم والخضراوات والمحاصيل الإستراتيجية، واستطلعت مجلة “البوصلة الاقتصادية” آراءً من المتخصصين للتعرف على تأثيرات ارتفاع أسعار المحروقات على القطاع الزراعي والحيواني.

بداية، قال عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية، إن تأثير ارتفاع أسعار المحروقات على قطاع الدواجن لن يكون فوريًا، لكنه سيظهر تدريجيًا خلال الفترة المقبلة، خصوصًا وأن الوقود يمثل عنصرًا أساسيًا في عدد كبير من مراحل الإنتاج.

وأوضح أن السولار لا يستخدم فقط في نقل الدواجن من المزارع إلى الأسواق، بل أيضًا في تشغيل الإنارة وبعض معدات التهوية داخل المزارع، لا سيما في المناطق البعيدة التي لا تعتمد على الكهرباء بشكل كامل، وهو ما يؤدي إلى زيادة كبيرة في تكاليف التشغيل.

وأشار إلى أن أسعار الأعلاف مرشحة للزيادة، كون عمليات تصنيعها ونقلها تعتمد على الوقود بشكل رئيسي، مع العلم أن العلف يمثل نحو 70% من تكلفة إنتاج الدواجن، فإن أي زيادة فيه ستنعكس مباشرة على السعر النهائي للمستهلك.

وأكد أن الزيادة في الأسعار ستكون تدريجية، خصوصًا مع دخول فصل الصيف، حيث يقل استهلاك السولار المستخدم في تشغيل الدفايات داخل المزارع، وهو ما يمنح نوعًا من التوازن النسبي في التكلفة خلال الشهور المقبلة.

فيما أكد وسام الحكمدار، المدير التنفيذي لشركة المدثر للإنتاج الحيواني، أن القطاع يشهد حاليًا زيادات واضحة في تكاليف التشغيل بسبب ارتفاع أسعار المواد البترولية، موضحًا أن تكلفة النقل ارتفعت بنسبة تتراوح بين 10% و15% منذ إعلان الزيادة الأخيرة.

وأشار إلى أن أسعار القائم بدأت في التحرك، بينما ظلت أسعار اللحوم المذبوحة مستقرة مؤقتًا، لافتًا إلى أن أسعار اللحوم القائمة “الحية” من المتوقع أن تسجل زيادات كبيرة مع اقتراب عيد الأضحى، حيث يتوقع أن تصل أسعار القائم البقري نحو 200 جنيه للكيلو، والجاموسي بين 160 إلى 170 جنيهًا، والغنم البرقي بين 250– 270 جنيهًا، والبلدي إلى نحو 230 جنيهًا للكيلو القائم.

وأوضح أن الأعلاف شهدت بدورها زيادات في الأسعار، إلى جانب ارتفاع تكلفة التوصيل بواقع 400 لـ 500 جنيه للطن، بحسب المنطقة.

وحول سوق الاستيراد، أكد “الحكمدار” أن السوق يشهد ضعفًا في الكميات المستوردة، حيث لا توجد حاليًا شحنات مخصصة للذبح الفوري، بل معظم الواردات تقتصر على عجول صغيرة للتربية، مضيفًا أن ما تم استيراده حتى الآن يخص القطاع الخاص فقط، بعدد محدود لا يتجاوز شحنتين بنحو 5000 رأس، دون أي شحنات موجهة للحكومة.

وفيما يتعلق بأسعار الأعلاف، أشار إلى أن سعر طن علف التسمين زاد بنسبة 14% مسجلًا ارتفاعًا من 14400 إلى 14900 جنيه، فيما ارتفع طن العلف بحوالي 16% ليقفز من 14800 إلى 15300 جنيه، موضحًا أن متوسط الزيادة تتراوح بين 400 إلى 500 جنيه للطن، وتختلف النسبة بحسب الشركات.

وفي الإطار نفسه، قال المهندس أحمد علي، استشاري المحاصيل الزراعية، إن الزيادة الأخيرة في أسعار الوقود أثرت بشكل مباشر وسريع على حركة نقل وتوزيع السلع الزراعية والغذائية، موضحًا أن الاعتماد على السولار في القطاع الزراعي يتجاوز 90%، سواء في تشغيل المعدات الزراعية أو شاحنات نقل المحاصيل.

وأوضح أن أبرز التأثيرات ظهرت في ارتفاع أجور النقل أو ما يعرف بـ”النوالين” بين محافظات الوجه القبلي والوجه البحري، حيث امتنع عدد من التجار عن تحريك سيارات النقل انتظارًا لاستقرار الأوضاع، مما تسبب في تأخير وصول السلع للأسواق.

وأكد أن تكلفة دراس القمح شهدت قفزة كبيرة بعد رفع سعر السولار، مشيرًا إلى أن سعر تأجير المعدات ارتفع من 350 إلى 500 جنيه للساعة، مما رفع تكلفة دراس الفدان الواحد بين 2500 و 3000 جنيه بزيادة نحو 750 جنيهًا للفدان، حسب طبيعة القمح وعدد ساعات الدراس التي تتراوح من 3 إلى 5 ساعات للفدان.

وأضاف أن المزارعين واجهوا هذا الموسم ارتفاعات غير مسبوقة في تكاليف التشغيل، بداية من تجهيز الأرض وحتى الحصاد، مشيرًا إلى أن ذلك سيؤثر لاحقًا على أسعار المحاصيل في السوق المحلية، حيث إن التأثير امتد ليشمل سوق الخضراوات والفاكهة أيضًا بزيادة فى الأصناف من 10% لـ 30%.

ولفت إلى أن السوق يمر بحالة اضطراب ناتجة عن تداخل عوامل الإنتاج مع تكلفة النقل وضعف الطلب، ما أدى إلى صورة غير واضحة للأسعار، رغم أن المعروض محدود.

وأضاف أن القلق الحقيقي هو من استمرار هذه الزيادات دون تدخل لاحتوائها، خصوصًا مع دخول موسم الصيف الذي يشهد بطبيعته ارتفاعًا في الأسعار.