أمريكا والصين تواصلان المحادثات التجارية في جنيف وسط ترقب عالمي

أمريكا والصين تواصلان المحادثات التجارية في جنيف وسط ترقب عالمي

اجتمع مسؤولين كباراً من أمريكا والصين مجدداً اليوم الأحد في جنيف، لاستئناف المحادثات التي بدأت أمس السبت، في مسعى لتهدئة الحرب التجارية التي تهدد بإلحاق ضرر بالغ بالاقتصاد العالمي، وفق ما أعلنت “سي إن بي سي عربية”.

وأنهى كبار المسؤولين الأمريكيين والصينيين اليوم الأول من المحادثات في جنيف، والتي تهدف إلى نزع فتيل حرب تجارية تهدد بتوجيه ضربة قاسية للاقتصاد العالمي.

وعقد نائب رئيس الوزراء الصيني، خه ليفنغ، اجتماعاً استمر نحو ثماني ساعات مع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت والممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير، في أول لقاء مباشر بين الجانبين منذ أن فرض أكبر اقتصادين في العالم تعرفات جمركية تجاوزت 100% على واردات كل منهما من الآخر، بحسب رويترز.

ولم يصدر أي من الطرفين تصريحات بشأن مضمون المحادثات أو ما إذا تم إحراز أي تقدم ملموس باتجاه خفض الرسوم الجمركية الثقيلة، وذلك مع اختتام الاجتماعات في مقر إقامة السفير السويسري لدى الأمم المتحدة نحو الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي (السادسة مساءً بتوقيت غرينتش).

اجتمع بيسنت وغرير مع خه في جنيف بعد أسابيع من تصاعد التوترات، إثر موجة الرسوم الجمركية التي أطلقها الرئيس ترامب في فبراير شباط، والتي قابلتها بكين بإجراءات انتقامية، ما أدى إلى شبه توقف في التبادل التجاري السنوي الثنائي الذي يناهز 600 مليار دولار.

وقد تسببت هذه المواجهة التجارية، إلى جانب قرار ترامب الشهر الماضي بفرض رسوم على عشرات الدول الأخرى، في اضطراب سلاسل الإمداد، واهتزاز الأسواق المالية، وزيادة المخاوف من ركود اقتصادي عالمي حاد.

موقع غير معلن

لم يُعلَن رسمياً عن موقع المحادثات في المركز الدبلوماسي السويسري، لكن شهود عيان أفادوا بأن الوفدين عادا بعد استراحة الغداء إلى فيلا السفير الأممي المحاطة بسياج أمني، والتي تطل على بحيرة جنيف في ضاحية كولوني الهادئة، وتضم منتزهاً خاصاً.

وفي وقت سابق، رصد مسؤولون أميركيون من بينهم بيسنت وغرير وهم يبتسمون أثناء مغادرتهم الفندق متوجهين إلى المفاوضات، مرتدين ربطات عنق حمراء وشارات العلم الأمريكي على ستراتهم. ورفض بيسنت الإدلاء بأي تصريح للصحفيين.

في الوقت ذاته، شوهدت سيارات مرسيدس ذات نوافذ مظللة تغادر فندقاً مطلاً على البحيرة حيث تقيم البعثة الصينية، بينما كان عداؤون يستعدون لماراثون نهاية الأسبوع ويؤدون تمارين الإحماء تحت أشعة الشمس.

وتسعى واشنطن إلى تقليص عجزها التجاري مع بكين في السلع، والذي يبلغ 295 مليار دولار، وإقناع الصين بالتخلي عما تصفه بأنه نموذج اقتصادي «تجاري توسعي» والمساهمة بشكل أكبر في الاستهلاك العالمي، وهو تحوّل يتطلب إصلاحات داخلية حساسة سياسياً.

من جهتها، ترفض بكين ما تعتبره تدخلاً خارجياً، وتطالب واشنطن بخفض الرسوم الجمركية، وتوضيح السلع التي ترغب في أن تشتريها الصين بكميات أكبر، وأن تُعامَل كندٍّ على الساحة الدولية.