“المعهد المصري للدراسات الاقتصادية”: الذكاء الاصطناعي يُحدث تغييرًا كبيرًا في وظائف تكنولوجيا المعلومات في مصر

“المعهد المصري للدراسات الاقتصادية”: الذكاء الاصطناعي يُحدث تغييرًا كبيرًا في وظائف تكنولوجيا المعلومات في مصر

عقد المركز المصري للدراسات الاقتصادية، اليوم الأربعاء، ندوة بعنوان: “تحليل الطلب في سوق العمل المصري للربع الأول من عام 2025″، برعاية البنك الأهلي المصري، سلطت الضوء على التحولات المتسارعة في سوق العمل، خاصة في قطاع تكنولوجيا المعلومات وتطوير البرمجيات تحت تأثير الذكاء الاصطناعي.

وكشفت النتائج عن زيادة بنسبة 4% في عدد الوظائف مقارنة بالربع السابق، إلا أن العاصمة لا تزال تستحوذ على النصيب الأكبر من الفرص، بينما لم تشهد مناطق الوجه البحري والقبلي، التي تمثل 61% من السكان، أي نمو ملحوظ، مما يبرز فجوة جغرافية مقلقة.

وأوضح التقرير استمرار الطلب المرتفع على وظائف المبيعات، خدمة العملاء، والبرمجيات، حيث تطلب الغالبية منها درجة البكالوريوس، دون تمييز واضح بين الجنسين، مع تركيز على أصحاب الخبرات المتوسطة والمتقدمة، وتراجع لافت في طلب حديثي التخرج.

وتركز التحليل على قطاع البرمجيات، مبرزًا تأثير الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح قادرًا على تنفيذ 30% من المهام التقنية، لا سيما في البرمجة الخلفية واختبار البرمجيات. وفي المقابل، ظلت المهارات المعتمدة على التفكير التحليلي والتواصل مع العملاء أقل عرضة للاستبدال.

أطلق المركز مؤشرًا جديدًا هو “مؤشر مخاطر الذكاء الاصطناعي” لتقييم قابلية الوظائف للاستبدال بالتقنيات، وصنف الوظائف إلى ثلاث فئات: منخفضة، متوسطة، وعالية المخاطر. وحذر التقرير من ظاهرة “اختفاء الطبقة الوسطى من الخبرات” نتيجة ضعف فرص التدريب للمبتدئين، مشددًا على ضرورة تطوير أدوات رقمية تقيّم المهارات وتوصي بمسارات تطوير مهني تتماشى مع احتياجات المستقبل.

وخلال الندوة، دعا الدكتور يوسف القاضي إلى إصلاح منظومة التعليم الجامعي، مطالبًا بتطبيق “المجموع الاعتباري”، وتطوير المناهج بما يتماشى مع احتياجات سوق العمل، مشددًا على أهمية التعليم الفني و”التعليم مدى الحياة”.

ومن جانبه، شدد محمد هنو، رئيس جمعية رجال الأعمال بالإسكندرية، على أن الوظائف البرمجية تشهد استبدالًا واسعًا بفعل الذكاء الاصطناعي، داعيًا إلى أنظمة تعليم مرنة تتراوح بين 6 أشهر و3 سنوات، واستلهام تجربة الهند في دعم الشركات لتعيين المتدربين.

كما أكد الدكتور هيثم حمزة، رئيس مركز تقييم واعتماد البرمجيات بهيئة “إيتيدا”، أن الذكاء الاصطناعي لن يقضي على الوظائف التقنية بشكل فوري، لكنه يتطلب سد فجوات المهارات الاحترافية، خاصة في اللغة والتوثيق، والتي تحد من قدرة الكفاءات المصرية على المنافسة دوليًا.

وشددت الدكتورة عبلة عبد اللطيف، المدير التنفيذي للمركز، على ضرورة دعم الدولة للتعليم الذاتي والمستمر، مؤكدة أن الوضع الراهن في سوق العمل المصري “حزين”، وأنه لا بد من الاعتراف بالتحديات ومواجهتها بقرارات استباقية قائمة على بيانات دقيقة وتحليل علمي.

وتجدر الإشارة إلى أن المركز، بالتعاون مع البنك الأهلي المصري، يعمل منذ عام 2021 على سد الفجوة المعلوماتية في سوق العمل، عبر جمع وتحليل إعلانات التوظيف المنشورة على الإنترنت، وإتاحتها من خلال لوحة بيانات تفاعلية محدثة كل ثلاثة أشهر، لدعم صناع القرار والباحثين والجامعات والقطاع الخاص.