شعبة الذهب: تراجع مؤقت والأسعار قد تعود للارتفاع مع استمرار الغموض على الساحة العالمية

شعبة الذهب: تراجع مؤقت والأسعار قد تعود للارتفاع مع استمرار الغموض على الساحة العالمية

شهدت أسعار الذهب، اليوم الخميس 15 مايو 2025، تراجعًا ملحوظًا خلال التعاملات الصباحية، حيث انخفض سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر تداولًا في السوق المحلي بنحو 35 جنيهًا مقارنة بمستوياته مساء أمس، وذلك بالتزامن مع استقرار الأسعار العالمية عند مستوى 3182 دولارًا للأوقية.

ويُرجّح أن تواصل أسعار الذهب في السوق المحلية حالة التذبذب خلال الأيام المقبلة، في ضوء التغيرات المستمرة في السوق العالمي، ويأتي هذا التراجع المحلي بعد إعلان الولايات المتحدة والصين اتفاقًا على خفض الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يومًا، ما ساهم في تهدئة التوترات التجارية بين البلدين، ودفع الذهب عالميًا إلى التراجع من أعلى مستوياته.

كما صدرت مؤخرًا بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة، والتي أظهرت ارتفاعًا في معدلات التضخم مقارنة بالقراءة السابقة، في حين تترقب الأسواق صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين اليوم الخميس، للحصول على مؤشرات أوضح حول توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.

وعلى الصعيد المحلي، فإن المراجعة الخامسة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي مع صندوق النقد الدولي، بعد صرف الشريحة الرابعة من القرض بقيمة 1.2 مليار دولار في أبريل الماضي، أسهم ذلك في تهدئة سوق الصرف وتقليص سعر صرف الدولار تدريجيًا أمام الجنيه، ما انعكس بدوره على تراجع أسعار الذهب المحلية.

وأوضح هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب بالغرفة التجارية، أن الانخفاض الحالي يأتي نتيجة طبيعية لتهدئة الأوضاع الاقتصادية العالمية، ولا سيما تراجع حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتوقف الإجراءات التي أدت إلى صعود أسعار الذهب إلى مستويات غير واقعية خلال الفترة الماضية.

وقال “ميلاد” في تصريحات خاصة لـ “البوصلة نيوز”، إن الارتفاعات السابقة في أسعار الذهب لم تكن تعكس قيمته الحقيقية، بل جاءت نتيجة لحالة من الاضطراب في الأسواق العالمية، مما أدى إلى تضخم الأسعار بشكل مؤقت، مشيرًا إلى أنه على الرغم من التراجع الأخير، يظل الذهب أداة آمنة لحفظ القيمة، خاصة في ظل استمرار الغموض على الساحة الاقتصادية الدولية، وبالتالي، من المرجح أن تعاود الأسعار ارتفاعها مجددًا على المدى المتوسط.

وأشار إلى أن قرار البيع أو الشراء ينبغي أن يكون مبنيًا على حاجة المستهلك وظروفه الشخصية، مؤكدًا أنه لا يُنصح بالبيع في الوقت الراهن بسبب حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق، إلا إذا كانت هناك ضرورة قصوى، أما بالنسبة للراغبين في الشراء، فإن هذه الفترة تمثل فرصة مناسبة في ظل انخفاض الأسعار.

من جانبه، أكد عمرو مغربي، عضو شعبة الذهب بالغرف التجارية، أن السوق العالمية لا يزال يمر بحالة من التقلب وعدم الاستقرار، رغم إشارات التهدئة في بعض الملفات الاقتصادية والسياسية، مضيفًا أنه على الرغم من الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين بشأن خفض الرسوم الجمركية، إلا أن القرارات الاقتصادية المتلاحقة والمتضاربة تُصعّب من إمكانية التنبؤ باتجاهات أسعار الذهب خلال الفترة القريبة المقبلة.

وأضاف “مغربي” في تصريحات خاصة لـ “البوصلة نيوز” من المتوقع أن تستمر الأسعار في التذبذب على المدى القصير، إلا أن الذهب سيظل ملاذًا آمنًا للمستثمرين، لا سيما في فترات التوترات الجيوسياسية والاقتصادية، وبالتالي، فإن الشراء في ظل انخفاض الأسعار يُعد خيارًا جيدًا لمن يسعى إلى الادخار طويل الأجل.