“أبو الفتوح”: تحويلات المصريين واتفاقية “رأس الحكمة” تساهمان في انخفاض الدولار مقابل الجنيه

“أبو الفتوح”: تحويلات المصريين واتفاقية “رأس الحكمة” تساهمان في انخفاض الدولار مقابل الجنيه

قال هاني أبو الفتوح، الخبير المصرفي، إن التراجع الأخير في سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري يعود إلى عدة عوامل إيجابية، في مقدمتها الزيادة الملحوظة في تحويلات المصريين العاملين بالخارج، والتي شكّلت دعمًا مهمًا لموارد النقد الأجنبي، إلى جانب تعزيز ثقة المتعاملين في الجهاز المصرفي عقب الإجراءات الأخيرة التي هدفت إلى تسهيل التحويلات وزيادة الشفافية في سوق الصرف.

وأضاف “أبو الفتوح” في تصريحات خاصة لـ”البوصلة نيوز”، أن التدفقات الاستثمارية القادمة من دول الخليج، وعلى رأسها صفقة تطوير منطقة رأس الحكمة، ساهمت بشكل مباشر في ضخ سيولة دولارية كبيرة دعمت الجنيه، وخففت من الضغوط على الاحتياطي النقدي للبلاد، مشيرًا إلى أن هذه النوعية من الاستثمارات المباشرة تُعد عنصرًا محوريًا في تعزيز الاستقرار النقدي، خاصة في ظل تراجع بعض المصادر التقليدية للعملة الصعبة خلال السنوات الأخيرة.

ولفت إلى أن صرف شريحة جديدة من قرض صندوق النقد الدولي يمثل إشارة إيجابية إلى مدى التقدّم في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، ويعزز في الوقت نفسه ثقة المؤسسات الدولية في قدرة مصر على الوفاء بالتزاماتها الإصلاحية.

وأكد “أبو الفتوح” على أن ما تحقق حتى الآن يُعد خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، لكنه شدد على أن الاستدامة الحقيقية تتطلب تنويعًا حقيقيًا في مصادر النقد الأجنبي، من خلال زيادة الصادرات، وتحفيز عائدات السياحة، وجذب استثمارات إنتاجية طويلة الأجل، فضلاً عن تقليل الاعتماد على الواردات في القطاعات الحيوية.

كان الدولار الأميركي قد واصل تسجيل خسائر ملحوظة مقابل الجنيه المصري منذ بداية شهر مايو الحالي، وذلك بعد فترة من الارتفاعات المتتالية، في وقت شهدت فيه سوق الصرف حالة من الهدوء والاستقرار في التعاملات، وبنهاية شهر أبريل الماضي، بلغ سعر صرف الدولار لدى البنك المركزي المصري نحو 51.01 جنيه للشراء، و51.10 جنيه للبيع، قبل أن يتراجع في التعاملات الأخيرة إلى 50.32 جنيه للشراء، و50.46 جنيه للبيع.