صندوق النقد يطبق نهجاً مشدداً بشأن القروض الجديدة المخصصة لباكستان

شدّد صندوق النقد الدولي الشروط لمنح باكستان تمويلاً في المستقبل، محذراً من المخاطر التي قد تهدد اقتصاد الدولة الجنوب آسيوية بسبب سياسات الرسوم الجمركية التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وتفاقم التوترات مع الهند، وفق ما أفادت “بلومبرغ”.
وأوضح الصندوق متعدد الأطراف، الذي يتخذ مقراً له في واشنطن، في تقريره أنه يتعين على باكستان الحصول على موافقة البرلمان على الموازنة الفيدرالية للسنة المالية المقبلة بما يتماشى مع اتفاق صندوق النقد بحلول يونيو، وتنفيذ إصلاحات على ضريبة الدخل الزراعي في جميع المقاطعات، ووضع خطة لإلغاء الحوافز الصناعية تدريجياً بحلول نهاية العام.
تعديل فوري لتعرفة الكهرباء والغاز
كما طلب المُقرّض إجراء تعديلات فورية على تعرفة الكهرباء والغاز -التي تعوق حالياً الاسترداد الكامل للتكلفة في قطاع الطاقة- واقترح سنّ تشريع لتحويل غالبية ديون القطاع لتقليل العبء المالي على شركات الكهرباء.
يحاول الاقتصاد الباكستاني التعافي بعد أن تفادى التخلف عن سداد ديون عام 2023. مع ذلك، لا تزال مدفوعات الفوائد الكبيرة، وعدم اليقين الناجم عن اضطرابات التجارة العالمية، يشكلان عبئاً مستمراً. وقدّر صندوق النقد الدولي العام الماضي أن البلاد ستحتاج إلى تمويل خارجي يتجاوز 100 مليار دولار حتى عام 2029.
معارضة هندية لصرف الدفعات لباكستان
في وقت سابق من الشهر الجاري، صرف المجلس التنفيذي للصندوق نحو مليار دولار من برنامج أوسع بقيمة 7 مليارات دولار تم الاتفاق عليه مع باكستان العام الماضي، ووافق على قرض بقيمة 1.4 مليار دولار لدعم التكيف مع التغير المناخي. وتُعد هذه التمويلات ضرورية لتعزيز احتياطات البلاد من العملات الأجنبية ودعم اقتصادها الهش، وقد تم صرفها رغم معارضة الهند بعد الهجمات في كشمير.
قال صندوق النقد الدولي إن تصاعد التوترات بين الدولتين النوويتين، إذا استمر أو تفاقم، قد يزيد من المخاطر على الأهداف المالية والخارجية والإصلاحية لباكستان.
وأضاف: “قد تنشأ أيضاً مخاطر متعلقة بالسمعة من أي تصوّر بعدم الحياد أو من سوء استخدام محتمل لأموال الصندوق”.
لدى الهند وباكستان تاريخ من العلاقات المتوترة بسبب إقليم كشمير المتنازع عليه، والذي تسيطر عليه كل منهما جزئياً وتطالبان به كاملاً. وفي 10 مايو، اتفقت الدولتان على وقف إطلاق النار بعد تنفيذ ضربات عسكرية متبادلة كادت أن تدفعهما إلى شفير الحرب.